إلى أي مدى تصل رحمة الله؟ - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

إلى أي مدى تصل رحمة الله؟

  نشر في 24 أكتوبر 2020 .

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) "والذي نفسي بيده ليدخلن الجنة الفاجر في دينه الأحمق في معيشته، والذي نفسي بيده ليدخلن الجنة الذي قد محشته (أحرقته) النار بذنبه، والذي نفسي بيده ليغفرن الله يوم القيامة مغفرة يتطاول لها إبليس رجاء أن تصيبه" ، نفهم من الحديث أن مغفرة الله يوم القيامة يطمع بها حتى إبليس رجاء أن تشمله ، وكذلك مصير إبليس من مغفرة الله يوم القيامة مبهماً فإما أن تصيبه الرحمة أو لا تصيبه ، وقد عنى الحديث بذلك أن هذا في علم الغيب ، تصوروا معي أن علم الغيب هذا ، هو أن رحمة الله ربما تصيب إبليس نفسه ، ونفهم كذلك أن الرحمة ستشمل الجميع وأن الله سيبدل مقاعد النار بالجنة ، لكن ماذا عن آيات القرآن وبعض أحاديث الرسول والتي تتوعد بالنار ، هل نضرب بهما عرض الحائط أو أن الله ورسوله لم يصدقا؟ ، حاشاه تعالى وحاشا رسوله الكريم ، قال سبحانه "ورحمتي وسعت كل شيئ" قد تكون هذه الآية عميقة لحدٍ لا نستطيع إدراكه ، نفس الأمر ينطبق على قول الله عن نفسه في الحديث القدسي "ورحمتي سبقت غضبي" ، لنفترض أنك بيدك النار والجنة وأخبرت ابنك أنك ستعذبه بالنار لو أنه قام بأفعال محرمة معينة حددتها له أنت ، وبالمقابل نفس الأمر ينطبق على أعمال يمتثل بها توصله للجنة ، لكنك في قرارة نفسك لن تعذبه بالنار حتى لو فعل محرمات ، إذاً ما كان الترغيب بالجنة أو الترهيب لإبنك إلا لترتفع مكانته في الجنة ، وهنا تتجسد معاني الرحمة واللطف ، سبحانك ربي العظيم وبحمدك خلقتنا لنتبين ونرى حلاوة الدنيا ومرارتها ، ثم تنقلنا للآخرة لنعيش جنتك التي لاعين رأت ولا أذن سمعت وندرك حينها عطائك وكرمك ، قال تعالى "فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل" ، إذاً الحقيقة المطلقة هي أنك لن تشعر بطعم الجنة ونعيمها إلا إذا عشت الدنيا ومرارتها ، وفي حديث آخر عن الرسول (صلى الله عليه وآله) ينطبق عليه كثيرا ما شرحناه عن أول حديث إلا أنه متعلق بالشفاعة ، ما مضمونه أنه بعد أن يفرغ جميع الخلق من الشفاعة وينجو عدد هائل بشفاعتهم ، بعدها تنتهي الشفاعة إلى أشفع الشافعين الله سبحانه فيشفع ثم يشفع ثم يشفع حتى يمد لها إبليس عنقه طمعاً في رحمته ، وفي حديث آخر عن النبي (صلى الله عليه وآله) أن الرحمة يوم القيامة تسعة وتسعين ضعف الدنيا وهذا هو الحديث "إن لله عز وجل مائة رحمة، فمنها رحمة يتراحم بها الخلق وبها تعطف الوحوش على أولادها، وأخر تسعة وتسعين إلى يوم القيامة" ، يُروى أنه قدِم على النبي (صلى الله عليه وآله) بسبي فإذا امرأة من السبي تسعى إذ وجدت صبيا في السبي أخذته فألصقته ببطنها وأرضعته فقال لنا النبي (صلى الله عليه وآله): أترون هذه طارحة ولدها في النار؟ قلنا: لا والله ، وهي تقدر على أن لا تطرحه ، فقال: الله أرحم بعباده من هذه بولدها ، ويُروى عن الإمام علي ابن الحسين (عليه السلام) ، لما قيل له إن الحسن البصري قال: ليس العجب ممن هلك كيف هلك وإنما العجب ممن نجى كيف نجى ، فقال (عليه السلام): أنا أقول: ليس العجب ممن نجى كيف نجى، وأما العجب ممن هلك كيف هلك مع سعة رحمة الله ، الخلاصة هي أن الله جعل الرحمة والعذاب يوم القيامة في علم الغيب ، فإما أن يُوسِعَ الله برحمته أو يُضَيِّقَ بعقابه ، كل ما ذكرته هو اجتهاد شخصي فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان

أخيراً الحقيقة المطلقة هي من يقوم بالسيئات ويعرض عن الطاعات فهو حتماً في خسران مبين ، ومن يقوم بالطاعات ويجتنب السيئات فهو واقعاً في فوز عظيم.



   نشر في 24 أكتوبر 2020 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا