هل كان تاريخنا جحيماً؟
تتعالى الأصوات وتصاغ الأفكار وتبتكر الفرضيات والنظريات لتشويه الصورة المشرقة للتاريخ الإسلامي، بإقناع الشباب المسلم ان هذا التاريخ قام على القتل والتنكيل والفسق والمجون، وان الإسلام انتشر بحد السيف، حسنا، إذا كان تاريخنا جحيماً فهل يسعنا ان نعرض عنه بوجوهنا؟ هل هذا الهول كان لا يمكن تجنبه؟ ام ان تلك الأصوات في وسعها ان تأخذه على عاتقها كي تتجاوزه!
ماذا عن تاريخهم، وماذا عن تاريخ كنيستهم؟
الافكار كالأسلحة تتبدل بتبدل الايام ولكن المبادئ الحقة والثوابت تبقى راسخة مهما تبدلت الأيام وتغيرت الأفكار وهذا هو المبدأ الإسلامي.. كذب من قال أن الذي يريد ان يبقى على آرائه العتيقة هو كمن يريد ان يحارب الرشاش بسلاح عنترة، فهناك فرق كبير بين حرية المبادئ الثوابت وحرية الغرائز، فمن يدعو لتحرير الفكر فليطهر نفسه أولا؟!هم يتغيرون ويتبدلون حسب الهوى وما تحتاجه مصالحهم الشخصية.
تاريخ كنيستهم مظلم فهي كانت تتحكم بمقدراتهم، وفي اللحظة التي بدأ فيها الانسان الغربي بالتفكير في غده قامت الثورة الفرنسية وامتدت الى انحاء اوروبا فخرج من مستنقع الكنيسة الى هاوية الفجور والابتذال.. الى هاوية القلق فعلا وجهه آنذاك صفرة الغم واشتد فيه الجشع وحب التملك والغبطة البلهاء.
حتى نصنع المستقبل لابد من استلهام الماضي، فبدون استحضار التاريخ سيكون المستقبل غباشا!!
لابد من الاستفادة من الإرث التاريخي لضعفنا، وواجبنا اتجاه أجيالنا القادمة أن نعالج الضعف لا أن نغطيه بالمجاملات الباردة، وأول الطريق تحديد الهوية والاتجاه، قبل جمع الأسباب، فإن وضوح الرؤية هي أول النصر، لكن مخلفات عصر الاحتلال والحكم الجبري، لا تزال مؤثرة وهي أول ما يجب إزالته من العقول وطرق التفكير للتحرر.
علينا ان نعي كيف نوفق بين النقيضين.. التساهل في قبول العادات الاوروبية المتفشية بيننا وبين الاستعباد الشرقي الراكد في مستنقعات نفوسنا.. ان هذا الخلل في توازن التربية يعذب الشبيبة ويجعلها أليفة الحيرة والتردد جاهلة بها قيمة الحياة.. انما الحياة في قيمة ننسبها اليها.. فكيف نهتدي الى قيمة الحياة التي لا تبرز الا للمنتبه المتيقظ الواثق من حريته في القول والعمل.. كيف نهتدي اليها في هذا التناقض المبين.. تناقض الضغط الشديد والتهور المجازف؟ هذا سؤال علينا ان نطرحه دوما!
كم من دراسة خرجت في هذه المرحلة الحرجة من عمر الأمة، سبرت أغوار الثورات وقدمت تشريحا وخلاصات ومقارنات من الميراث التاريخي للشعوب بشكل عام والمنطقة الإسلامية بشكل خاص. غير متأثرة بعملية "النسخ اللصق" من الأفكار الغربية!
في التاريخ كل الحلول والخطط والإجابات والتنبيهات لم تحظ بعناية! ومن المهم جدا الاطلاع على تجارب الشعوب في إقامة الدول الإسلامية عبر التاريخ، ولتجارب المقاومة والجهاد ضد الاحتلال، والتركيز على المرحلة الانتقالية كيف يتم التحكم في زمام الأمور، فهي المرحلة الخطيرة والمفصلية في أي تحول. ولابد لها من أسباب تضمن نجاح الانتقال. تاريخنا يزدحم بالدروس! (الدكتورة ليلى حمدان)
لا تنقصنا العقول المفكرة، إنما ينقصنا التخلص من التبعية والانهزامية. ينقصنا الخروج من طور أن نُساس إلى طور أن نسوس على مستوى الأفكار قبل المشاريع في الواقع.
وكسر هذا الجمود يكون بالعودة لمعرفة الذات وإعادة الاعتبار لمقومات الأمة العظيمة التي تميزها، هذه أول ثورة يجب أن ننتصر فيها.
حين تتحول الثورة من مجرد ردود فعل غاضبة وأهواء مشتتة ومطالب وأساليب مستنسخة من إملاءات الهيمنة لا أفق لها، إلى منهج ومشروع وبديل قائم بأركانه وأهدافه يستند للعقيدة الواحدة والهوية المستقلة، هنا يمكنها أن تنجح، أما غيره فحالة سطحية لا تُصلح الفاسد ولا تسد الفراغ وتُهدر معها الطاقات.
الدول الكبرى واليهود والرافضة:
كل دولة كبرى تريد السيادة لأمتها وقوانينها وأفكارها،وتعمل على فرض ذلك بكل السبل بلطف وبقوة،شاهد أمريكا وروسيا والصين وأوروبا كلها دول تحمل تاريخا وحاضرا مزدحما بمشاريع الهيمنة ونشر ثقافاتها. لكن حين نطالب بذلك للمسلمين يشعر البعض بالحرج أو الخجل!
رائع جداً أن تكون إنسان بلا حُدود ، وجميل أن تكون سحابة ماطرة ، تنثر قطراتك دون أن تمعن النّظر في الوجوه والألوان والحدود الجغرافية ، كم أبغض الانتقائية التي أقحمها البعض في عقولهم ، ليصبحوا ملائكيين مع البعض ، وشياطين مع البعض الآخر ، دون أي أسباب موضوعية
فإن كان عدوك يراك الأخطر، فلا أقل من أن تصنفه الأخطر! فتلك من المعاملة بالمثل! ولكن أن تهون من خطر اليهود وأنت ترى شرهم قد بلغ لحد الهيمنة على العقول والقلوب، وصناعة صهاينة عرب على مقاسات أحلامهم، لأن الرافضة في نظرك أشرس وعداؤهم أظهر، فينقصك جولة في التاريخ لتبصر بوضوح أكثر الواقع!
ماهر باكير دلاش
-
Dallashوَإِنِّي أَتَجَاهَلُ وَلَسْتُ بِجَاهِلٍ غَضِيضُ الْبَصَرِ وَلَسْتُ أَعْمَى وَإِنِّيْ حَلِيمٌ وَلَسْتُ بِحَالِمٍ حَصِيفُ الْكَلِمِ وَلَسْتُ أَسْمَى مَاهِر بَاكِير