دعوات الزواج من الحياة
هل أصبحنا حقا فى عصر الوحدة
نشر في 23 فبراير 2018 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
لاحظت فى الأونة الأخيرة أزدياد دعوات الزواج من الحياة من خلال نشر بعض الفتيات قيامهن بأرتداء الفساتين البيضاء وتأجير قاعات الأفراح والاحتفاء فى أجواء مراسميه بمراسم زواجهن وهن يمرحون ويلعبون ويغنون فرحين بتزوجهن الحياة.
رأفعين شعار الحياة بلا رجال أفضل حال!!
وأن الإجابة الصحيحة والسليمة لعدم زوجهن هى أنهن متزوجات الحياة
لا أنكر تفكرى أنا الأخرى للحظات أن تكون إجابتى مثلهن !!! .
ولكن الحقيقة التى يحاولن أخفاؤها من وراء هذه الدعوات هى حقيقة الإحتياج إلى الطرف الآخر !! فالإحتياج إلى الطرف الآخر ملح وضرورى لدى أى فتاة ولكنها تستطيع عدم أظهار ذلك لتظهر بصورة الأنثى القوية المستقلة !!!
ولعل الحقيقة الأخرى أن الفتيات يتمتعن بكل المزايا التى تساعدهن فى تحقيق ذاتهن لتيسر سهوله السبل التعليمية وأمكانيات تطوير الذات وتحقيق الاستقالية الأجتماعية والمادية !! ولكن تصدير هذا الفكر للمجتمع وتعميمه هو ما يقلقنى !!!
هل أصبحنا حقاَ فى عصر الوحدة!! هل أصبحنا نفضل العيش بمفردنا بدون شريك أو أنيس وجليس يشاطرنا أفراحنا وأوجاعنا
أم أرتفاع معدات الطلاق وضعف الثفافة الأسرية لدينا هو ما يجعلنا نخشى خوض التجربة
لعل أهم أسباب العزوف عن الزواج وتفضيل حياة العزوبية عموما للطرفين هى ضعف الثقافة الأسرية لدى الشباب وضعف قدرتهم على تحمل الضغوط المعيشية تحت سقف الأسرة الصغيرة ، فالحياة أصبحت مليئة بالمشاكل والضغوظ التى تؤثر علينا كأفراد وبالتالى تنعكس على تصرفاتنا وأفعالونا التى تؤدى إلى عدم السيطرة على التحكم فى الأنفعالات والعصبية احيانا وبالتالى يقع الصدام مع الطرف الآخر الذى يرفض تقبل هذا الأمر، فعدم الوعى الأنفعالى لدى البعض يأخذنا إلى الطرق المغلقة!!وعدم أدراك أهمية تكوين بيت وأسرة هادئة يجهل قواعدة وأصوله المجتمع فكل ما فى الأمر هو زواج عتريس وفؤادة دون معرفة الأسس والقواعد والاصول فى التعامل مع الطرف الآخر وبناء أسرة !! والمشكلة الأكبر للعزوف هى عدم العثور على الشخص المناسب وعدم الثقة فى استمراية الحياة الزوجية .
ولعل تمتع الفتيات بالقدر الكافى من التعليم والمكانة العملية يجعلهن فى مراكز القوة أمام الرجال وأن لديهن حياتهن المستقلة التى ليس للرجال حق التدخل فيها هو أهم أسباب عدم أقدامهن على الزواج والحياة الطبيعية !!ويرجع هذا إلى عدم الوعى والالمام بأصول الحياة الزوجية بين الطرفين.
فحق الرفض والقبول وأختلاف الثقافات المجتماعية ساعد كثيراَ فى تغير الفكر المجتمعى أتجاه الزواج عموما فأصبح مقبول أجتماعياً تجاوز الفتيات سن الثلاثين والبقاء دون زواج والعيش بمفردهن ، وإيضا أختلف فكر الرجال فمنهم من يتجاوز الاربعين والخمسين ولم يقدم على الزواج
فالفكر العام للرجال والنساء أختلف بأختلاف الظروف المعيشة والثقافية فما كان مرفوض بالأمس أصبح مقبول اليوم!!
قال تعالى
هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا ۖ فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ ۖ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ
سورة الاعراف
وقال تعالى
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ
سورة الحجرات
دعونا نراجع أنفسنا ونتفق حتى لا نظل فى وحده !! فأنا لا أريد أن أتزوج الحياة!!! ولا أريد لكم أن تتزوجوا الحياة ..فوجود شريك يحترم ويتقبل الآخر هو الحياة!!
-
أمل محسنالعلم مفتاح. الحياة
التعليقات
وأيضا الرجال فى حاجه إلى الطرف الآخر ولكن ارتفاع تكاليف الحياه يؤدى إلى الإقلال من حالات الزواج وزيادة الطلاق