أرتشف قهوتي الصباحية..ككل يوم...وأفكر..في..أي موضوع سأكتب بعيدا عن المسودات و الإستشهادات بعيدا عن السياسة و الأسرة و المجتمع
لم أجد أحلى و أروع من النفس البشرية...بكل تركيباتها البسيطة و المعقدة بكل تفاصيلها الصغيرة و الكبيرة...
كل شيء يبدأ منها ..من هذه الشمعة المنيرة لحياتنا....
يتوقف كل شيء عليها و عندها......
النفس البشرية هي المحرك الديناميكي للجسم..فلو مرضت و تعبت ....تعب معها...و إن أحبطت...أغرقته معها في بحر الأحزان والنزاعات النفسية..
وإن تألمت تألم معها وإن فرحت..دب النشاط فيه بغض النظر عن العلل الموجودة فيه....
لذلك وجب علينا كمسؤولية فردية ...قبل أن تكون مسؤولية ربانية..لأن الله سبحانه و تعالى أوصانا بها أن نحافظ عليها من كل الجوانب.....
ما أحلاها النفس الطيبة التي عمل صاحبها على صقلها من كل الشوائب....عمل على إصلاحها...من كل ترسبات ومفاهيم التربية الخاطئة...عمل على توجيها إلى الطريق المستقيم ..و شحنها بالإرادة و الآمال و الطموح و حب فعل الخير..والترفع عن التفاهات وإحتقار الملذات ...وضبطها بلجام النور عند الغضب.....
ما أحلاها النفس التي غلفها صاحبها بالزمرد و الياقوت..حتى تبقى سليمة من آثار بصمات أشخاص أرادوا أن يتركوا فيها شروخا لا تداوى على مر السنين.....
ما أحلاها النفس التي دربها صاحبها على عدم رد المثل بالمثل....و إرجاع الصاع صاعين...!!!
و تلك التي غمرها بالحنان و مشاعر الإنسانية....وتلك التي أشربها من نبع المعرفة و العلم....وتلك التي سطر لها أهدافا...دينية كانت أو دنيوية.....تلك التي و ثق فيها العبادة للخالق...وأعلمها أنها بين يديه..يأخذها متى أراد.ويتركها بإذنه...عز وجل.....
بإختصار هاذا ما أريد قوله....فهي أمانة على عاتقنا فيجب الإتقان و التفنن في تربيتها....
وأكيد صلاح النفس....من صلاح الفرد..و صلاح الفرد من صلاح الأسرة..و صلاح الأسرة من صلاح المجتمع..وصلاح المجتمع من صلاح الأمم......وإرتقاء الدول.......
فدامت أنفسكم طيبة......