غياب الحرب لا يعني السلام
يقولون بأن الإنتصار يمحي مرارة الحرب ، و لكن هل كل إنتصار حلو المذاق ؟
نشر في 15 مارس 2019 .
لم تقتصر الإنتصارات على الفرح فقط احياناً إنتصار تجاوزنا لبعض الأشياء و الأشخاص من حولنا يكن أثره بداخلنا أعظم من خسارتنا له !
الإنتصارات التى نبذل بها جهد لتجاوزها على محمل الظروف أو الوقت الخاطىء تكون أكثر ألماً من تلك القرارات التى نتخذها من تلقاء أنفسنا ، لأن من خصائص الواقع هو أن السيطرة عليه غير ممكنة .
أعتقد أنه لايوجد شيء يسمى بالنسيان إنه مجرد مصطلح مُسَكِن لما نشعر به من آلام و ندبات بداخلنا ، نحن لاننسى أبداً نحن نغمض أعيننا فقط قليلاً لكي نستطيع إستكمال الحياة بقدر من القوة ،
لا يوجد شيء يسمى بالنسيان ، إنه مجرد تعايش !
تعايش مع الأحداث الجارية
تعايش مع الظروف التى وُضِعنا بها
تعايش مع العقل الذي أصدر حتمية الإبتعاد
تعايش مع السعادة المؤقتة التى نحاول إستمدادها من الحياة ك حيلة لمحاولة تصديقنا أننا نعيشها بالفعل
تعايش مع القوة الإدعائية التى نتظاهر بها أمام الجميع
تعايش من أجل الصمود ليس لنا و لكن لكل من يستمد القوة منا .
و نظل في هذا التعايش و الإدعاء سنة تلو الأخرى إلى أن نصل للسؤال الذى كنا دائماً نتهرب من مواجهته
ماذا بعد ؟!
هل هذة هى الحياة التى يجب علي خوضها ؟!
هل يكون هذا هو نمط الحياة الدائم لي ؟!
ربما يكون إختيار البعض هو نعم و يظل كما هو و البعض الآخر لا يوافق على تلك الحياة الجافة فيقوم بجمع أشلاءه المتبقية ليُرممها من جديد .
بالطبع لم يكن كما كان ؟ تغير كثيراً عن قبل فإجتياز الألم لم يكن إنتصار إجتياز الشيء المؤلم فحسب بل إجتياز جزءاً من الفطرة السجية التى كنا عليها من قبل و هذا أكثر ألماً !
إن أسباب إرتكابنا للأخطاء أحياناً يكون الدافع به المجتمع و الأشخاص المحيطة و هذا مؤلم للغاية خاصةً و إن كنت على يقين بأن الخيار خاطيء منذ البداية ، و لكن الأكثر ألماً هو أن الخطأ الناتج عن المجتمع من يدفع ثمنه سوانا ؟!
نحن من نتألم و ليس المجتمع .
نحن من نُخذَل وليس المجتمع .
نحن من نضطر إدعاء القوة لإجتياز الألم و ليس المجتمع .
نحن من نموت بداخلنا ليعيش المجتمع
لأن الخطيئة لا تولد معنا ولكن المجتمع هو من يدفعنا إليها و من ثم يعاقبنا على إرتكابها !
-
jihad elkadyضع قليلا من العاطفة على عقلك حتى يلين و قليلا من العقل على قلبك كى يستقيم