أنصتوا ياسادة:

لكن قبل الأنصات عليكم خلع ثوب النفاق والمصلحة والحزبية والعشائرية وماتشابه من هذا من سرطانات قاتلة تجول في عقولكم, نعم أخلعوا تلك الاثواب واقرؤوا بتمعن, بتجرد, بضمير, بحياد, والا سوف تستفزكم الكلمات وتجرحكم العبارات.

أن سبب أزدياد معاناتكم وأستمرارها يا "أهل السنة في العراق" الى هذا اليوم, في حالة من النزوح والجوع والخوف والتهجير والقتل وضياع أشد من ضياع اليهود في سيناء, وأكثر معاناة من أهل الكهف الرقيم, سبب ما يحصل لكم يا "امتي" هو النفاق الذي يملئ قلوبكم, والتذبذب الذي يسيطر على أفكاركم, المشكلة أنكم أرتضيتم بموقف "نفاقي-انتهازي" بأميتاز تعتقدون هو سفينة "نوح" التي تنجيكم من كل التقلبات التي تطرأ على الواقع المشؤوم, ومن كل المجريات التي تحدث في المستقبل المجهول, تجاملون الجميع, لامبادئ تحكم ضمائركم وسلوكياتكم, سوى مبادئ المصالح والتصفيق للمنتصر في نهاية المطاف.

اليوم تعيشون في صراع نفسي مرير, تارة تقفون مع هذا, وتارة تقفون مع ذلك, بدقة تريدون الوقوف مع الشرطة والصحوجية, لكن تخشون الكواتم وهيمنة تنظيم "داعش" وظلم الشيعة, وتريدون الوقوف مع تنظيم "داعش" لكن تخشون الأعتقالات وأضطهاد الإسبنجية وحقد الشيعة, السخرية المؤلمة أن هذا موقفكم لن ينقذكم من أي طرف سواء كان تنظيم داعش أو الحكومة الشيعة والصحوات, أن لم يطاردكم الإثنان بسبب هذا موقفكم فالاثنان شعارهم "عدوي أو صديقي".

اليوم عليكم يا أهل السنة في هكذا مرحلة مصيرية مواجهة الذات الهاربة والضمير الضائع وتواجهون الواقع خير مواجهة, ناهين الموقف الانتهازي وسياسية التصفيق في نهاية المطاف التي تسيرون عليها سذاجتاً ,موقَفين كذلك الصراع النفسي التي تعانون منه, والجبن السخيف الذي يمنعكم من أي لايك وتعليق.

حتى تتمكنوا من الخلاص من هذه المعاناة والنجاة من الواقع المأسوي الذي تمرون به, الخلاص من التهجير من النزوح من القتل, من الرعب من القيادة الخائنة ومن الطبقة الرذيلة, من عمائم السوء من شيوخ الدولار من كل هذه المسرحيات منذ الاحتلال الى هذا يومنا؛ لأن السبب الرئيسي للمعاناة التي تمرون بها هي المواقف التي تحملونها مجاملة طرف ومداعبة أخر متناسين بأن الطرفين عدوان لايلتقيان, بمعنى أدق وبصراحة أشد عليكم اعلانها اليوم بصوت عالي غير مبالي قائلين:

أننا مع الطرف "س" وعليه نعلن الوقوف معه في السراء والضراء وأن خلاصنا معه, أو أننا مع الطرف "ص" ونعلن وقوفنا معه لأنه الحق والسبيل للخلاص, وعليه فأي طرف تختارون تتحملون عواقبه الدنيوية والأخرية, لذا يا أهل السنة اليوم عليكم مصراحة أنفسكم, لأن طاقتكم على التحمل بدأت تنفذ والقادم علينا يتطلب أن نحدد الموقف حتى يختار القدر لنا المصير فما يعد خلف الكواليس عظيم أمره, والاعداء من الدم السني لم ترتوي لها بطون, وعليه أختاروا أي طريقين تودون ولنساهم في ايقاف نزيف الدم السني ونوقف الجوع القادم والخراب الحاصل. مثاليون أنتم لاتريدون الطرفين, عليكم اذا بخلق طرف ثالث والسير عليه انتم قادته, اما الاستمرار بهكذا "أنتهازية" وأساليب وسلوكيات تحتار بها فلسفة ميكافيلي السياسية, اعلموا بأن مصيرنا من سيء الى أسوء ومن معاناة الى أشد ومن ضياع الى أصعب.

والان أجبني ماذا بقي يستحق المجاملة ؟

ديالى تباد ,الانبار خراب, بغداد اسيرة,صلاح الدين سبيه , كركوك مزقت الهوية العربية, موصل بين الموت والاطماع الكردية !