التحقيق والتحليل الموضوعي في ملابسات اغتيال الإمام علي ..الصرخي محققا - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

التحقيق والتحليل الموضوعي في ملابسات اغتيال الإمام علي ..الصرخي محققا

  نشر في 25 ماي 2019 .


تعتبر قضية إغتيال خليفة النبي -صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم- الإمام علي بن أبي طالب -عليه السلام- قضية مبهمة وغامضة ، بل ومعقدة أيضاً ، فالمصادر التأريخية للمؤرخين المسلمين لم تتحدث عن ظروف الإغتيال وملابساتها وتفاصيلها بشكل كاف أو تفصيلي وهذا أمر يدعو إلى الغرابة والعجب ، حيث إن المؤرخين لأسباب غير معروفة قد أهملوا تفاصيل عملية الإغتيال ، أو التحقيق ، ناهيك من أنهم لم يقدموا على أيِّ تحليل أو تحقيق لهذه العملية الإغتيالية الهامة التي طالت رأس زعيم الدولة الإسلامية وإمام الأمة ألا وهو وصي رسول الله علي -عليه السلام- ....

لذا فأن المؤرخين تحدثوا فقط ، وبإيجاز شديد عن حادثة الإغتيال والشخص الذي قام به ونفذه ، لكن بالرغم من هذا الشح المعلوماتي حول ظروف عملية الإغتيال فإنه يمكن استقراء واستنتاج ، أو معرفة الظروف التي أدت وآلت الى ارتكاب هذه الجريمة الكبرى ،وذلك من خلال هذا المصدر التأريخي ، أو ذاك عبر محاولة قراءة ما بين السطور – كما يقال – أو مقارنة الأخبار والوثائق التأريخية بعضها مع بعض ، أومحاولة البحث في هذا التساؤل :

مَنٍ كان المستفيد من قتل خليفة النبي ، ومن كانت له المصلحة من إغتيال علي -عليه السلام- وتصفيته جسديا وفكريا..؟!حيث إن قتلة الإمام علي-عليه السلام- لم يكون شخصا واحداً أو إثنين ، أو ثلاثة ،ولم يكونوا كذلك اشخاصا أجانب مغمورين وغرباء..!! بل هم جماعة كبيرة ، وهي الخوارج هم الذين نفذوا عملية الإغتيال عبر عضوهم الانتحاري الخارجي عبدالرحمن بن ملجم المرادي ، وقد تبنى الخوارج المارقة عملية الإغتيال هذه في الكوفة /العراق ...

وعلى هذا الأساس من الصعب جدا التصديق بأن عملية إغتيال الإمام -عليه السلام- قام بها شخص أجنبي وغريب واحد ، أو إثنين ، فهذا أمر مستبعد كل الإستبعاد ، وذلك إن بعض الأخبار والروايات تعزز من هذه الشكوك بأن عملية الإغتيال تم حبكها ودراستها والإعداد والتخطيط لها بكل دقة وعناية من قبل بعض الجهات و الشخصيات التي كانت لها فاعلية وأصحاب قرار في ذلك الوقت ،وهذه الشخصيات كانوا في الظل وهم أيضاً كانوا وراء الستار يدبرون الأمر لهذه العملية الكبيرة والدقيقة والمحبوكة بكل دهاء وسرية ..!!

وقد أشار لهذا المعنى السيد الأستاذ المحقق الصرخي الحسني (دام ظله) في محاضراته العقائدية وقد أجرى تحقيقه بهذه القضية قائلا :

( إن هناك تيارا طارئا أراد الانقضاض على الخلافة بعد موت النبي "صلى الله عليه وآله" وهذا التيار المتطرف أراد إرجاع الناس للجاهلية الإولى ،وقد دخل الخط لسلب الأحقية من علي -عليه السلام- و لاشك إن هذا التيار لا يمثل خط الصحابة -رضي الله عنهم- ولكنهم اتخذوا هؤلاء من قضية قتل الخليفة عمر وعثمان ذريعة للتكفير وزرع الفتنة بين المسلمين وفعلا هذا التيار الطارئ نجح في مهمته حيث زرع الحقد والبغض والعداء بين أتباع أهل البيت-عليهم السلام- والصحابة -رضوان الله عليهم- والغاية من ذلك هو إضعافهم ومعاداتهم وإقصاؤهم وإبعادهم عن الخلافة والسلطة وهذه هي غاية المارقة التكفيريين.. ) انتهى كلام الأستاذ المحقق ....وهنا يرد تساؤل :

هل كان بين الإمام علي–عليه السلام – وبين هؤلاء خلاف ، وهل تضرر هؤلاء أصحاب المنهج التكفيري الذي يدعمهم اللوبي على المستوى السياسي والإداري والمالي والتجاري والإقتصادي من سياسات علي -عليه السلام- وحكمه الصارم في تطبيق العدالة … ؟!

الجواب برأيي ، ومن خلال البحث الدقيق – هو بالإيجاب كما سنرى التفاصيل في هذا الموضوع حول ظروف وملابسات وأسباب إغتيال الإمام علي–عليه السلام – ولكن لو قارنا بين حادثة إغتيال الخليفة عمر من قبل المجوسي مملوك المغيرة رأس المارقة التكفيريين والإمام علي على يد ابن ملجم نرى إن الخط والفكر والمنهج والأسلوب التكفيري والإقصائي والتيار الطارئ هو نفسه الذي يرتكز ويعتمد عليه الجناة الذين وقفوا وراء تلك الحادثة وارتكاب تلك المجزرة والجريمة البشعة بحق قادة الأمة وتصفيتهم وإبعادهم عن الساحة السياسية وقيادة الإمة الإسلامية ..

وقد يحاول الباحثون في هذه الدراسة الوصول الى أسباب استشهاد الإمام علي بن أبي طالب -عليه السلام- بعد أن ضربه عبد الرحمن بن ملجم بسيفه المسموم وأصاب رأسه بجرح نافذ الى عمق الجمجمة وحتى الدماغ ،وبعد الإصابة بيومين انتقل الإمام الى بارئه، ولكن إن من يقلب صفحات التأريخ الإسلامي ويراجع تلك الموروثات يرى إن الإمام -سلام الله عليه- قد اغتيل مرتين، وليست مرة واحدة حيث إن الأولى تمت بعد توليه الخلافة وقد قتله الملعون والتكفيري المارق إبن ملجم المرادي الذي هو أحد أدوات الدولة المارقة آنذاك ، وهذه القضية قد ملأت ملايين الكتب والمصادر لدى الفريقيين، ولكن لم نرَ أن تلك المصادر قد تناولت القضية وعملية الإغتيال الثانية التي تبناها جملة وتفصيلا الداعية الصابئي والامتداد والوجه الآخر لتلك الدولة المارقة ألا وهو ابن تيمية الحراني الذي قدم للصحافة وللإعلام و الموروثات التأريخية أبشع صورة عن علي بن أبي طالب -عليه السلام- حيث استخدم هذا الداعية اسلوب الحقارة الأخلاقية ,والكره المتعمد لإغتيال فكر علي-عليه السلام- وسلوكه ومنهجه، ولذات الأسباب التي حاربه بها معاوية ..

لذا يجب أن نفهم حقيقة ذلك التيار التكفيري الطارىء ودوره في قتل خلفاء النبي وتصفيتهم جسديا وفكريا وتستمر تلك الجرائم الى يومنا هذا بحق النبي ووصيه وخليفته ومن بين منفذي تلك الجرائم بحق وصي النبي هو هذا الإمتداد للخط التكفيري المارق المتمثل اليوم بابن تيمية حيث يقول في كتابه منهاج السنة ج7/ص(137) : إن أكثر الصحابة كانوا يبغضون عليا وفي صفحة اخرى يقول كانوا يحاربونه ويشتمونه..لأجل ماذا ؟! ركزوا معي جيدا كيف أن هذا التيار الطارئ دخل على الخط لوضع فجوة وثغرة من أجل خلق أزمة دينية وعقائدية وسياسية بين خط أهل البيت -عليهم السلام- وبين خط الصحابة -رضي الله عنهم- إذن نستنتج من هذا ،بأن الحادثة التي طالت وصي رسول الله -صلى الله عليه وآله- كان الدور الرئيسي والبارز والمسؤول على تنفيذها وارتكابها هو ذلك التيار الثالث الطارىء على الإسلام وبدعم من ذلك اللوبي اليهودي آنذاك ..

حبيب الكاتب


  • 1

   نشر في 25 ماي 2019 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا