ميدوسا.. مهسا أميني.. و حقوق المرأة - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

ميدوسا.. مهسا أميني.. و حقوق المرأة

  نشر في 10 أكتوبر 2022  وآخر تعديل بتاريخ 11 أكتوبر 2022 .

لم تختلف عادات و تقاليد القرن الواحد و العشرين عن عادات و تقاليد القرون الوسطى و ما قبل القرون الوسطى؛ فمازالت المجتمعات محتفظة بفكرة وأد الإناث و لكن لكل عصر طريقته الخاصة. ففي القرون الماضية كان وأد الإناث متمثل في دفنهن أحياء و لكن في هذا القرن وأد الإناث متمثل في سلب حقوقهن. 

فمازالت المرأة تبحث عن حقوقها، فهي تبحث عن حقها في الحصول على فرص متساوية مثل الرجل، تبحث عن حقها في وصول صوتها، تبحث عن حقها في الاختيار، تبحث عن حقها في الدفاع عن نفسها ضد أي معتدي. ولكن تنال حظها من الإنتقادات حتى أنها تنال نصيبها من الإنتقادات من سيدات مثلها. 

و قد شاهدنا في الفترة الأخيرة "ترندات السوشال ميديا" فمثلاً وجدنا بعض النساء يستخدمون صورة "ميدوسا" أحد أساطير الأغريق ليعبروا عن ما تعرضه له من حوادث تحرش و اغتصاب، ولكن ذلك الترند وجد معارضين أكثر من مؤيدينه، و وجدنا الكثير من الناس يتهمون الضحايا بأنهم تسببوا في فضيحة لأنفسهم. ففي مجتمعنا الضحية التي تعرضت للتحرش و الاغتصاب و التي تبحث عن حقها حتى و إن كان عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي فهي مجرمة في حق نفسها و تسببت في فضيحة لنفسها و لعائلتها. 

و عروس الإسماعيلية المصرية الشهيرة التي تعرضت للضرب في يوم زفافها و هي ترتدي فستان زفافها في شوارع الإسماعيلية و أصبحت حديث العالم، عندما قررت أن تطالب بحقها و تم إلقاء القبض على زوجها بعد زواجهم بثمانية أشهر بسبب أنه كان مازال يمارس العنف ضدها وجدنا أيضاً من يقوم باللوم عليها. 

و الفتاة المصرية التي ذبحت في الشارع على يد زميلها بالجامعة لمجرد أنها رفضت الإرتباط به لاقت اللوم حتى من بعض من يقولون على أنفسهم "رجال الدين" بسبب ملابسها. و بعدها توفت فتاة أردنية بخمس طلقات لنفس السبب و لكن هذه المرة كانت محجبة فذهب اللوم عن الإختلاط بين الشباب و البنات في الجامعات و ذهب اللوم لالتحاق البنات بالجامعات. 

فهذه هي الطريقة المفضلة لمجتمعاتنا في التعامل مع الضحايا؛ نلقي اللوم على الضحية إذا كانت الضحية سيدة، فلا يمكن التضحية بالرجل لابد أن تكن الإنثى هي "كبش الفداء". فلابد أن تسكت عن حقها ضد المغتصبين، و تتحمل الضرب و الإهانة من زوجها، و ترتدي الحجاب كي لا تقتل و إذا ارتدت الحجاب و تم قتلها فيجب عليها ترك الجامعة و التخلي عن أحلامها و طموحها.

وصولاً إلي حادثة الفتاة الإيرانية مهسا أميني و التي ماتت بسبب ضرب شرطة التأديب لها في إيران، فلم تكن مهسا هي الضحية الوحيدة، فقد تم قتل الكثير من السيدات في المظاهرات التي خرجت في إيران بعد حادثة مهسا أميني ولكن بالطبع تم التكتم الإعلامي على تلك الحوادث، فقد تم قتل بعض السيدات لماذا يهتم الإعلام ؟! 

كرامة المرأة و شرفها وحقوقها حتى روحها ليس لهم أهمية في المجتمعات المختلفة، فحتى في الدول العظمى المرأة مازالت تبحث عن حقوقها. الدول العظمى التي تنادي بالمساواة و حقوق المرأة، مازالت المرأة لا تستطيع أن تحصل على كامل حريتها و كامل حقوقها في تلك الدول. 

فنجد بعض النساء يتعرضن لنفس الحوادث من قتل و اغتصاب، و يتم التعامل معهن بنفس الطريقة؛ فنجد تكتم شديد و نجد من يلقي اللوم على الضحية.

 و مهما خرجت الإناث في مظاهرات لا أحد يسمع. 

 المرأة التي كرمتها جميع الأديان السماوية و ساوت بينها و بين الرجل في الحقوق و الواجبات، المرأة التي تحاسب على أفعالها مثلها مثل الرجل أمام الله، احتقرقتها المجتمعات و قللت من شأنها و سلبتها حقوقها. 

 ولكن إلي متى؟ إلي متى ستعاني المرأة؟ إلي متى ستظل المجتمعات في رفع شعارات المساواة و حقوق المرأة ولكن على الورق فقط؟ إلي متى سيظل صوت المرأة غير مسموع؟ و إلي متى ستظل المرأة مهمشة؟ 

 متى ستنتصر المرأة على الظلم الذي تتعرض له؟ هل بالرجوع إلى الدين أم بتحقق العدل في المجتمعات أم بالثورات و بفقدان أرواح نسائية أخرى للحصول على أبسط حقوقنا كنساء؟ أم أنها ستنتصر على الظالمين أمام الله يوم القيامة؟ 

 أنا المرأة، أنا الأم، و الأخت و الإبنة، أنا المعلمة و الممرضة و الطبيبة و المحامية، أنا الواعظة و الراهبة، أنا نصف المجتمع. أين حقوقي ؟! 

 





  • آلاء نشأت
    لمتابعة موقعي الرسمي على انستجرام يُرجى الضغط على علامة الكرة الأرضية
   نشر في 10 أكتوبر 2022  وآخر تعديل بتاريخ 11 أكتوبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا