سمعت يوما أن لكـل عاشق وطن يسكنه وينتمـي له ويـدين له بالولاء...ولكنـي كنت غريبا عن مواطن العشق..
فبـدأت أبحـث عن تلك الاوطان والقلاع...وأحاول جاهـدا أن أجـد ماينـاسب مشاعري ...وجـدت بلدان عشق كثيرة
ولكنـي لم أكـن سوى زائـرا لبضعة من الزمـن...فخرجـت الى صحراء قاحلة غربت عنها شمسهـا واشتـد بردهـا
وبدأت رياح تهب من جميع جهاتهـا حتى عـادت الشمــس إليها مشرقـة بخيوط ذهبيــة جممميلة لا يعشقها الا رجل الصحـراء..
تلك الاشراقة أنـارت عقلي ودربـي ...فقلت بصوت عال ولمـا لا أبنـــي موطن عشقي الخـاص ويكون الناس فيه ضـيوف
وأرحم قـدمـاي من السفر والترحال...لبـرهـة كانـت فكرة رائعـة والبـرهة الاخـرى كانت مستعصيـة علي بمـراحل عـدة
فأين العتاد..؟وأيـن تلك المواد...؟ وما ينقصـني يــد أخـرى تساعـدنـي على حمل الاحمـال..؟؟
فأقمـت في تلكـ الصحراء بالقرب من طرقات المسافرين عل مسافـرا يعرض علي رحلة مجـانية وأنا استغل ذلك الموقف وأطرح فكرتـي وحلمـي ونصبح شركـاء في ذلك الهـدف النبيـــل...
ونعيش فيهـا سنـون ونحفر فيها آبارا من الشوق والحب نروي بهــا أرواحنــا...ونزرع فيها كل ماهو جممميل وتصبح
جنة الله في أرضـه وحضـارة يستقــي منها غيرنـا وينهـل بعلمهــا عشاق آخرون..ويكون لنـا جيشـا من الثقة والحـب
يحمينـا من عـذال الطريق..ومن هجـمات الزمـان ويحفظ أمننا الداخـلي من كل جـرح وحـزن ...
ولا نريـد عبيدا للخـدمـة ... فجميـع مشاعرنـا أحرارا كما ولـدت ... وفي تلكـ المديـنة قلعـة عاليـة الارتفاع تطل على
أرضنـا ونـرى فيها محصولنـا من الوفاء والعـطاء...
وبإذن الله لن يكون لنـا عـدوا سنعلـم قلوبنـا حب العـطاء والإخاء ... ومسـاعدة كل عاطفة من الجفاف..وسنجعـل أعيـننا
دومـا تنـظر للسماء لترسل دعواتها بأن ربي يحفظ لنا أنهـار حبنـا وموطـن عشقنــا ...
كل ذلك كتبتـه ورسمـة ذلك المشروع على تلك الصحراء..فأتت الريح برمال مسحـت كل ما رسم وأنهـكت الامـال...
ولكنـني حفظت ما رسمـت وصـدقت بما حلمـت وأعـلم جيـدا أن يومـا ما سيكـون لي تلكـ المدينـة وانا أميرهـا ويكـون لي
ملكـة أرتمــي بأحضـانهـا وأداعـب خصلات شعـرهـا على نافـذة غرفتنـا الملكيـة في موطـن عشقنـا...
كـونوا لدارنا زوارا وسنكـون لكـم كرمـــاء ...
ولا زلـت انتــظر وللرواية بقيـــة غير معلوم نهايتـهـا...
-
saadبسيط اهوى الكتابة والمعاني السلسه