كان كلُ شيئٍ قابلاً للإستمرار والمغامرة عدا ما رأيته مقدماً , جاءني يحملُ خيبتي بين أطرافِ يديه , يجُرُ ذنباً قبيحاً وعُذراً أقبح , ظننتُها مُزحة لعينة لإثارة غضبي ,

 ولكن لم تكن كذلك وكأن كل موازين هذا الكون قُلبت على رأسي .. ولكن لم أبكي

لم يكن قلبي في ذلك اللحظة قادراً على المقارنة بين ما كان وما حصل , لأنني أثق أنني لا أُقارَن بالأحداث ولا الأزمنة ولا الأشخاص وربما هذا ما جعلني صامداً

لم أبكي .

هشاشةٌ أصابت عُمق القلب وكأن قماشاً استُخدم حتى اهترأ . ولكن لم أبكي

لم يأبه لمرارة الوجع الذي أصابتني بهفوة أقدم عليها وخان قلبي بها , لم أجرُؤ على المواجهة كانت المرة الأولى الذي لم أواجِه بها , ربما لأنني شعرتُ في حينها أنني يجب أن أقطع شريان قلبي الذي كان ينبِضُ له . ولكن لم أبكي

جحدَ القلبُ ألماً لم يعهدهُ من قبل , ألقى عليَّ سهامُ الغدر وترنم في تفاصيلٍ لم يكن عليها من قبل .

كوَّنَ أُسطورة تستحق أن تُروُى تحت عنوان ((تمثيلٌ بدرجة الإمتياز)) , كتبَ أحرُفها ومُثلت بِدقة وكان مُمَثلاً بارعاً في تأدية الأدوار جميعُها , إختبأ في قناعٍ مُزيفٌ.

 ولكن ! سأُملي عليكَ أمراً كنتُ أنظرُ اليك خلف الكواليس مُشفقة على فِعلتك لأنك لم تكن جديراً بالقلب الذي كنتَ به .. لذلك لم أبكي

أيها السادة هذه قصةُ غريبٍ لم يحفظ عُهدة القلب الفريدة الذي كان يمتلكُها ,

خذلَ أمانَها , خيَّبَ ظُنونَها , استبدلَ روحَها , وخان عهدها .

أيها السادة كلُّ شيئٍ يهون عدا خيانة القلب .

ولم أبكي 

نور سالم