شيماماندا - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

شيماماندا

  نشر في 25 ماي 2023 .

ماذا خطر على بالك عزيزي القارئ عندما قرأت العنوان أعلاه؟؛ ربما يكون قد خطر على بالك أن العنوان أعلاه ربما يكون اسم لمدينة يابانية أو صينية لغرابته، وربما اعتقدت أنني أريد أن أكتب عن بعض ذكرياتي في تلك المدينة التي في مخيلتك وذلك لعلمك بأنني أحب السفر حول العالم والسياحة في مدنه المختلفة ... كلا، فإن العنوان أعلاه اسم لروائية نيجيرية تعد من أفضل ما انتجته نيجيريا من روائيين من بعد جينوا أجيبي والذي يلقب بأبي الأدب الأفريقي الحديث، و وولي شوينكا الحائز على جائزة نوبل في الآداب لعام ١٩٨٦م. وإذا كان اسمها يصعب عليك نطقه، فإنك ستحاول مراراً وتكراراً نطق اسمها بطريقة صحيحة إذا عرفت معنى اسمها بلغة قبيلة الإيبو النيجيرية التي تنتمي إليها. إن لمعنى اسمها بريق روحاني ومعناه: الروحانيات التي لا تنتهي.

في ذات يوم من أيام شهر مارس من عام ٢٠٢٠م وصاحبنا مستلقٍ على أريكته ويشاهد على اليوتيوب كل ما يتعلق بغرب إفريقيا من عادات وتقاليد وسياسة وأدب وفقر، استوقف صاحبنا شخصية الروائية العالمية شيماماندا وهي تلقي كلمة ضيف الشرف في تخريج دفعة ٢٠١٨م من جامعة هارفارد العريقة، فأعجب بحديثها اللبق أيما إعجاب وممّا زاد من فضول صاحبنا في التعرف على شخصيتها أكثر وأكثر أنها في العام ٢٠١٩م كانت ضيفة الشرف المتحدثة في تخريج جامعة ييل الأمريكية العريقة أيضاً. فمن هي يا ترى تلك الروائية العالمية ذات الاسم الذي يصعب نطقه و الجميل معناه ؟!

في يوم ١٥ سبتمبر من عام ١٩٧٧ كانت مدينة نسوكا الجامعية بولاية إنغو النيجيرية على موعد مع ولادة تلك الطفلة التي كانت السبب في شهرة مدينتها وعائلتها فيما بعد. تلك هي الروائية العالمية شيماماندا والتي كانت قد تلقت جميع دراساتها الأولية بنيجيريا ودرست لمدة عام ونصف بجامعة نيجيريا قبل أن تغادرها لأمريكا وهي في عمر التسعة عشر لدراسة علوم السياسة والتواصل (Communication) في جامعة دركسل بولاية بنسلفانيا بعد أن تحصلت على منحة دراسية من تلك الجامعة، ثم انتقلت لجامعة شرق ولاية كاناتيكيت لتكون قريبة من أختها الكبرى التي كانت تمارس مهنة الطب هنالك.

تخرجت شيماماندا بمرتبة الشرف الأولى من جامعة شرق ولاية كاناتيكيت، وفي عام ٢٠٠٣م تحصلت على الماجستير في الكتابة الإبداعية (Creative Writing) من جامعة جون هابكنز بولاية ميريلاند، وفي عام ٢٠٠٨م تحصلت على درجة ماجستير في الفنون في الدراسات الأفريقية من جامعة ييل العريقة بولاية كاناتيكيت.

وكانت شيماماندا قد حصلت على عدة زمالات أثناء دراستها وهي: زمالة هودر في جامعة برينستون العريقة بولاية نيوجرسي والتي حصلت عليها في العام الدراسي ٢٠٠٥ - ٢٠٠٦م، وفي عام ٢٠٠٨م كانت قد حصلت على زمالة ماكارثر، وفي العام الدراسي ٢٠١١ - ٢٠١٢م كانت قد حصلت على زمالة معهد رادكليف للدراسات المتقدمة التابع لجامعة هارفارد العريقة. وفي عام ٢٠١٨م نالت شيماماندا درجة دكتوراة شرفية في الأدب الإنساني من جامعة إيمهرست بولاية إلينوي، وأيضاً نالت دكتوراة شرفية من جامعة فريبورج بسويسرا في عام ٢٠١٩م.

ولشيماماندا عدة روايات نالت عليها جوائز دولية، ولكن أشهر ثلاث روايات لها والتي لاقت اهتمام واستحسان القراء والنقاد هي:

١- زهرة الكركديه الأرجوانية (Purple Hibiscus):

وتتحدث هذه الرواية عن قصة فتاة نيجيرية كانت تعيش تحت سلطة أبيها الغني والذي أرسلها لتعيش مع أحد أقاربها عند اندلاع الحرب الأهلية في نيجيريا، لتكتشف الفتاة لاحقاً كيف هو جو الأسرة المحبة والمتراحمة، وكيف تختلف حياة أقاربها وعلاقتهم الأسرية عن ما عاشته طيلة حياتها.

٢- نصف شمس صفراء (Half of Yellow Sun):

وهذه الرواية تتحدث عن قصة حب حدثت في نيجيريا في فترة الحرب الأهلية بين شعب الهوسا والإيبو، ولقد ترتب على ذلك خسائر فادحة في الأرواح، وفي هذه الرواية تربط شيماماندا التاريخ بأحداث روائية، يجعل القارئ يندمج بشدة مع الأحداث. ويأتي اسم الرواية مستوحىً من علم حرب البيافرا الأهلية والذي كان في نهاية ستينيات القرن الماضي وكان العلم يحمل صورة نصف شمس أصفر اللون.

٣- أمريكانا (Americanah):

تدور أحداث هذه الرواية بين فتى وفتاة كانت قد اضطرت أن تنتقل لأمريكا وتواجه كل الاختلافات بين البلدين، وكيف أن تجربتها هذه ستؤثر على سير علاقتهما.

هذه إذاً هي شيماماندا إنغوزي أجيدي الروائية النيجيرية العالمية، وتلك هي نجاحاتها. فهل تعلم أيها القارئ ماذا درست شيماماندا في السنة والنصف التي درستها بجامعة نيجيريا؟ لقد درست الطب ثم الصيدلة، لقد درستهم لتحقيق رغبة والديها اللذين كانا يريدانها تصبح طبيبة، ولكنها لم تحب الطب ولا الصيدلة ولو للحظة واحدة، إنما أحبت الكتابة والقراءة والرواية، بل إنها كانت في خلال دراستها للطب والصيدلة تجلس في المقعد الأخير في فصل الدراسة وتكتب القصص، ومن الطريف في الأمر أنها حاولت أن تقنع نفسها بدراسة الطب لتحقيق رغبة والديها وحاولت أن تقنع نفسها بالتخصص فيما بعد في الأمراض النفسية حتى تستعين بقصص مرضاها في كتابة القصص التي أحبت كتابتها منذ أن كان عمرها خمس سنوات على حد قول والدتها.

الجميل في قصة الروائية العالمية شيماماندا أن والديها لم يكن لديهما عقدة الطب والهندسة كما هو الأمر في كثير من البلدان النامية، بل إنهم نزلوا لرغبتها التي تحبها، ولذلك أبدعت شيماماندا فيما تحب، ولم تكن هي ولا أهلها ممن يعتقدون بأن الشعوب تبنى بالأطباء والمهندسين فقط. فبالله عليكم كم شيماماندا فقدناها في سوداننا الحبيب إما لأن الوالدين أرادوا أن يحققوا طموحهم الذي ما استطاعوا أن يحققوه لأنفسهم في أبنائهم أو بناتهم، وإما لأن المؤسسات العلمية لم تكتشف تلك المواهب والرغبات وتنميها كما فعلت بعض المؤسسات العلمية الأمريكية مع ابنة السودان النابغة هند أحمد عثمان مكي بمدينة شيكاغو حيث زارتها في بيتها لدراسة شخصيتها حتى ينصحوها في أي مجال تدرس في المرحلة الجامعية حسب رغباتها وميولها وإمكانياتها، وكما فعلت بعض المؤسسات الكندية مع النابغة أبو هيف ابن السباح السوداني الشهير سلطان كيجاب، ومن أمثال هند وكيجاب وغيرهم من نابغي الجيل القادم ينتظر السودان الكثير.

م. حسن زمراوي محمد 

كولومبوس - ولاية أوهايو

الولايات المتحدة الأمريكية

الجمعة ١٧ يوليو ٢٠٢٠م

‏IbnZumrawi@gmail.com



   نشر في 25 ماي 2023 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا