في أول لقاء بينهما، تلعثم وارتبك بشدة فرد على سؤال النادل بأن يضيف الملح لقهوته.. فسألته: هل حقاً تشرب قهوتك مالحة؟!.. وأجاب مرتبكاً: نعم، فهي تذكرني بطفولتي جوار البحر لسنوات..؟!
ومن بعد.. تزوج العاشقان وجمعهما الحب أربعين سنة.. ظلت فيها الزوجة العاشقة تضيف الملح لقهوة زوجها العاشق، وظل هو يشربها مالحة..؟!- حتى داهمه الموت فجأة ذات ليلة ليترك عاشقته ومعشوقته وحيدة..
بعد وفاته بيومين، اكتشفت أنه ترك لها ورقة صغيرة، كتب فيها:
"ذات يوم خشيت أن تظني بأني بحّارٌ في الكذب، فقلت لك أني أشرب القهوة مالحة، لكني كذبت عليك، وعاهدت نفسي بأن تكون تلك كذبتي الوحيدة.. حبيبتي، أعترف لك بأن القهوة المالحة أسوأ ما يمكن أن يتناوله المرء في حياته.."!!
أما هي، فقد ورثت عنه عهده لها، فبادلته الوفاء بالوفاء، ولازالت حتى اليوم تشرب القهوة "مالحة"..!!
**
8 مارس 2015
-
فكري آل هيرمواطن لا أكثر ..