أهلا أيها الشاب الصغير الذي أهلكه عالم التكنولوجيا وبالخصوص ألعاب الجوال ولعل أشهر تلك الألعاب لعبة pubg التي سرعان ما انتشرت بين الجميع الكبار والصغار .. الفتيان والفتيات ... العلماء والجاهلين فهي مثل المواد المُخدرِة تظن في البداية أنك قادر عليها وأنها فقط ترويح عن نفسك بعد يوم شاق طويل ولكن في النهاية ستتملكك وتسيطر عليك ليس بالمعني المقصود ولكن السيطرة ستكون علي عقلك حينها ..عقلك الذي منحه الله لك لتتفكر في خلقه ربما يجب عليك التفكير في الأمر مُجددا ...هل فكرت؟؟ إذا سأقدم لك الحل إن ما يستهويك في هذه اللعبة هو التنافس أليس كذلك؟؟ لمَ لا تبحث عن مصدر آخر لتلك المنافسة...إذا ألقيت نظرةً علي حيوانات غابات البورنيو وسومطرة فهي تُشكل نظام بيئي يُشبه لعبتك تماماً...فعلي الرغم من قلة الغذاء في تلك الغابات المطرية إلا أن الحيوانات تتنافس عليه بطريقه تجعل الجميع يحصل عليه ففي هذه الغابات لا يضيع شيئا أبداً ...ففي بداية هذه اللعبة الطبيعيه تستيقظ القرود والطيور ويبدأ التنافس على الزيتون في أعلي أشجار هذه الغابة الساحرة وكلا من القرود والطيور يُنافس بطريقته الخاصة فالقرود تستخدم ليونتها وحركتها الحرة بين أغصان تلك الغابات للوصول إلى هذا الزيتون أما بعض الطيور تستخدم منقارها الطويل المنافسة هنا غير عادلة علي الإطلاق وكأنك تقارن بين عمق البحر وطول البناء لن تعرف من سينتصر ولكن كلاهما سيحصل علي غذاءه المطلوب وأثناء الصراع بين القردة والطيور تتساقط بعض حبات الزيتون في الأرض أو في البحيرات الصغيرة والبرك التي تملأ الغابة ولكن هنا لن يكون أي منافسة فالحبة التي وقعت علي الارض ستكون من نصيب الفيلة التي تسكن تلك الغابات ونظراً لقلة الغذاء فهذه الفيلة هي الاصغر علي مستوي العالم مقارنة بأقرانها ولكنها علي أية حال اضخم بكثير من الأسماك التي تسكن البرك الصغيرة والتي تتغذي علي الزيتون الذي يتساقط كما قلت لكم سابقاً لا شئ يضيع في هذه الغابة وربما تظن أن هذه الأسماك هي الأكثر حظاً في هذه اللعبة البيئية ولكن سآخذك بعد هذا اللعب الطويل إلي خيار آخر ستحصل عليه بعد غروب الشمس وهو ليلة مظلمة في هذه الغابة وهنا يأتي دور بعض الحيوانات التي تستيقظ في الليل بعد لعب النهار الذي فاتها ولكنها ستلعب مع منافس آخر جدير حقا للاستيقاظ ليلا وهي تلك الأسماك وتدور معركة غير عادلة بالمرة بين البر والبحر من سينتصر في النهاية؟ لا نعلم الجواب الحقيقي ولكن تلك الحيوانات يصل بها الأمر إلي أنها تضع رأسها في الماء للحصول على السمكة الأمر يُشبه اللعبه حقاً فتخيل أنه في يدك ريموت كنترول للتحكم في رؤوس تلك الحيوانات الأمر مدهش جداً.... والآن هيا فكر معي من البطل الحقيقي لهذه اللعبة...من في هذه الحيوانات تظن أنه الاقوي ويستحق البقاء... الحقيقة أنها تلك الأشجار التي تسكن تلك الغابات منذ آلاف السنين فعلي الرغم من نقص المواد الغذائية في التربة إلا أنها مستمرة في البقاء إلي يومنا هذا ربما لن يستطيع الجنس البشري أن يصمد مثلها لو أُتيحت له تلك الموارد القليلة للغاية لكن لو كنت حقاً في هذه اللعبة ماذا ستفعل لتساعد تلك الأشجار؟ ربما ستضغط علي زر يُطلق مجموعه من الحشرات التي تتغذي علي الأغصان المتساقطة علي الارض أو بعض بقايا الحيوانات وتُعيدها إلي العناصر الأولية وبهذه الطريقة تستطيع هذه الغابات أن تستمر في البقاء والصمود إنها حقا لعبة ممتعة ينتشر فيها التنافس ولكن الجميع يستفيد ومهما كنت صغيراً في هذه اللعبة ولكن قد تكون سر الحياة....لُعبة تملأ وقتك وتُدهش عقلك فينطق لسانك عما في قلبك من انبهار بعظمة الخالق الواحد الأحد وربما سيحدث لك نوع من التخدير ولكنه ناتج عن الاندهاش بعظمة الهندسة والبرمجة التي تم تصميم هذه الغابة بها.....
-
⚡☔سَنَا☄️أحب الكتابة فهي بذلة النجاة من الغرق في بحر أفكاري