حينما تقسو روحك...لا تلن - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

حينما تقسو روحك...لا تلن

سميرة بيطام

  نشر في 28 شتنبر 2018 .

للقلب عذاب يتعبه و للنفس مشقة توهنها في تألقها و للعقل ركود يتعب الفكر عن النضوج طبقة بل طبقات إن هو انتقد بلا رحمة ، كم يحلو لبعض البشر التلذذ بعذاب الغير من الأتقياء و البسطاء، فيهم الجمال سكن و الزهد وقر و المنطق الحر تكبد و لهذا انتشر الظلم من كل صوب. .

هي شخصية سادية حينما تتعالى ضحكاتها سخرية و تذوقا لبكاء الغير و انحدارهم للشكوى الباهتة في حجيتها، هي شخصية لم تعش تصالحا مع الذات و لن تعيش لأنها تطبعت على الأنانية و عدم الإحساس بالغير في معاناتهم، كم يسكن فيك في يا وطن عقول يعجز قلمي عن وصف أدوائها ، لا أعرف لما يؤذي السادي غيره ؟، و لماذا يتلذذ بالأذية؟ ، فالمرض فيه أعيه جيدا و نزوة الأذية فيه لعب و حكاية و نكتة و تسلية ، و لكن صفعة ردع تحد من الأذية أراها واجبة بل لابد منها في وقت مناسب جدا..لا يجب يا من سخر منك الغير أن تبدي لهم انحيازك للعزلة و هروبك من المواجهة ، لن ينفعك الفرار و لن يزيدك إلا مسخرة لدى السادي في استهزائه منك ، واجهه بسياسة الواقع المفروض و أشعره بتجاوزاته و ركز في عباراتك و أنت تحدد له بيت القصيد من انه بات ضروريا أن لا ينقل لك تبعات مرضه لأن لك خطا احمرا ليس لأي كان تجاوزه حينما يتعلق الأمر بحريتك و كبريائك .

كثيرون من يعتقدون أن السكوت على الشخصيات المرضية هو الحل أو هو الخلاص ، لكن في هذا الزمن لا يمثل السكوت إلا بطاقة عابرة يخترق بها الظلمة مساحات محرمة عليهم ، لكنهم عنوة يمزقون الأوتار الهادئة و يرمون اشلاء التواضع قطعا ينتشلها عواء الذئاب في البراري ، ليس لي وصف آخر بغير وصف الوحوش المتناحرة الراغبة في المكوث للأقوى..و القوى لها بدون منازع.

ضع يدك على قلبك أيها الزاهد البسيط مثل غيرك من حيارى الدنيا البالية وقرر أن لا تلين للاستسلام ، واجه و انتقد و دافع عن نفسك بكل روح ترتقي فيها سمات التربية منك إلى عليين ، رافع وقت ما تشاء فأنت حر و لم تخلق إلا لأن تكون حرا ، لا تترك الغير يصفعك كما يشاء و أينما شاء لخط اليد رسم احمرار الصفعة على خدك البريء جدا ، لن يدافع عنك أحد فالكل منشغل بهوى النفس الأنانية ، المحبة لنفسها و فقط ، انهض من خوفك و انزع في فمك لجام السكوت ، اتركه صمتا إن شئت حتى تفهم الموقف جيدا و إذا نطقت بعد التفكير فلا تنطق إلا حكمة مدمرة كسلاح فتاك في لحظاته الواعية ، تكلم ، صرح بما في قلبك ، لا تكبت ضيقك و لا تحرم أنفاسك أن تعلي من زفراتها ، فأنت اليوم حر أكثر من أي وقت مضى ، صارع كالثيران و مجد شخصيتك ،أنت من ربيت نفسك على الدلال الموزون و علمت فكرك و دربت عقلك على العلو المفتون ، فلما ترضى الهوان اليوم أمام شرذمة من نفوس مريضة ؟ ، قاوم بل كافح و الغ كل فصول الارتياح لديهم ، انتفض وقت نومهم و اهدأ وقت حركتهم ، دعهم يمرون ، دعهم يقولون و لكن لا تدعهم يحطمون تميزك ، لا تدعهم يخططون لاغتيالك ، لا تدعهم يمسحون جمالك الرائع جدا أمام مرأى الغيورين عليك من كراهيتهم المفرطة، وجه إليهم تهمة الأذية المسبقة بكل عنفوانية دليل ، و اخبر فيهم القريب جدا من مساعديهم أنك لن تسمح بألغام الخداع تلف مسارح قوتك ، لا تستسلم و ارسل رسائلا في كل مكان يتواجدون فيه ، ضيق علهم الخناق بإحكام حتى يفر منك كل مزعج لراحة بالك ، لا يهم أن تنزعج و تقلق و يرتفع صوتك فوق قاماتهم ، لأنك بعدها ستهدأ و تترنح يمنة و يسرة بعد أن أفضيت من مهمة الدفاع عن نفسك بل عن كيانك ككل.

و إن ما لامست قسوة في روحك فلا تلن بعدها حتى يستجيب السادي لمطالبها ، أتركها على أعنتها فهي ستزود فيك القيمة و الهبة ، و احذر أن تبتسم لطاعن لك في الخلف فلرب منحن للظهر في يومين يبغي عفوا مزيفا و تراه بعد أيام جبروتا متكبرا إن أنت سامحت بغير ندم..

لا تلن إن قست روحك ،فذاك حقك في حماية شخصيتك المنهارة لحظتها ، و كم من مجد حصدته قسوة الروح إن هي تألمت، فجابت أعنة الجبال في شموخها و رصدت نور الهلال في أوج لمعانه..للقسوة حصيلة و للصمت فضيلة ، وتلك حكمتي من تلون الناس بغير سند.


  • 1

   نشر في 28 شتنبر 2018 .

التعليقات

Salsabil Djaou منذ 6 سنة
و الله صدقت سيدتي الكريمة ، هي أمثل طريقة في التعامل بالنسبة إلي ،فالطيبة و كرم الأخلاق لا يعني أبدا تحمل "مرض " الآخرين كأنسب وصف كما ذكرت ،مقال رائع ،دام قلمك دكتورة سميرة.
1
.سميرة بيطام
شكرا عزيزتي

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا