توقفت الأيام عند يوم الاربعاء 16 ابريل عام 2003
كل الأيام بالنسبة لها أربعاء و كل الأعوام عام 2003
كانت وردة جميلة .. مشاكسة .. تعرف كيف تثير لديك مشاعر السعادة .. و تشعل حماستك لتفعل أي شيء مهما كان صعباً .. ترضيك رغم اختلاف مزاجك .. تطمئنك دوما أن كل شيء سيكون على ما يرام .. و لطالما صدقت ..
ترى الضوء ساعة العتمة .. تقاتل اليأس بأيدي الأمل .. فتنتصر على الألم ..
وحيدة .. رغم مساعدتها للجميع .. لا أحد يعلم كم من الأحزان تحاول الهروب منها بمواساتها لهم ..
جميلة هي .. تضيء رغم بشرتها القمحية .. مبهجة رغم نحافتها المبالغ فيها .. نحتها السهر و القلق وأعيتها الليالي الطويلة و الانتظار الذي لا ينتهي ..
كانت عشرينية عاقلة .. تتفهمك رغم صغر عمر عقلها .. تبهرك رغم قصر قامتها ..
هناك في العراق .. خاصة ..
على نهر الفرات الحزين .. سكبت آخر دموعها .. ثم صمتت صمتا أبديا من شدة الهول ..
أخرسها الحزن العظيم .. و كبل دموعها .. و انتهت قصتها ..
انتهت في يوم أربعاء آخير ..
ماتت الزهرة .. و نمى الشوك .. شوك قاسيا لا ينكسر .. يقتل و لا يداوي .. يحاول الثأر بقوة ..
لكن لا شيء يحيا في أرض أصابها الظلم .. لا شيء يحيا في أرض تدفع الثمن من أرواح أبناءها ..
ان كنت تريد العيش عليك النسيان ..
عليك أن تدفن أحبابك صباحا ثم تذهب إلى العمل في مقهاك الذي أصابه الليلة السابقة قنبلة .. أتت على كل شيء .. عليك أن ترمم السعادة .. لتكمل الحياة ..
-
د . فاطمة الزهراء الحسينىلكي لا تختنق الكلمات .. هنا واقع اخر .. تلفظ فيه أنفاسها الأخيرة