خواطر سينمائية : Amadeus
الغيرة عندما تكون نابعة من رحم الموسيقى
نشر في 10 ماي 2018 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
هذا المقال ليس عن شخصية "ولفغانغ أماديوس موزارت" بل عن " سالييري".
هذا الفيلم بطله الرئيسي هو الغيرة والحقد المتمثلة في شخصية "أنطونيو سالييري" ذلك الموسيقار الذي وجد من هو أعظم منه وأكثر عبقرية منه وأصغر منه سناّ .."موزارت" ذلك الشاب الغرّ الذي ظهرت عبقريته طفلاً بمساعدة والده ..ذلك الشاب الذي وُلد موهوباً في الموسيقى يصنع عشرات السوناتات وعشرات السيمفونيات والمعزوفات ..ذلك الشاب الذي حظي بإهتمام السادة والإمبراطور وخطف الأضواء من "سالييري"! ..ذلك الشاب العبقري الذي يفتقر بشدة إلى الذوق ويميل إلى الغرور ,كأن الله أعطى لموزارت الإعجاز الموسيقي ولم يعطه الأدب والذوق وإحترام الكبير وخصوصاً "سالييري" ..فكل هذه الأشياء جعلت "سالييري" يغير ويحقد , ومن منّا لم يحقد ؟
سالييري ليس غريباً عنّا على الإطلاق ...سالييري الذي يقبع بداخل كلّ منّا .
حتى بعد موت "موزارت" بمئات السنين ,فالتاريخ يذكره ويذكر فنّه ..وقلما يذكر "سالييري" . فيا لبؤسك يا "سالييري"!
هذا الفيلم من الأفلام التي تجعلك تفكر في نفسك ..هل أنت "سالييري" في بعض الأوقات ؟ أم أنت "موزارت" المتألق الذي يرتقي سلم المجد غير آبه بسالييري إلا في السخرية منه تارة وتشجيعه تارة أخرى ؟
أقترح عليك أن تشاهد الفيلم إن لم تكن قد شاهدته بعد ,فهذا الفيلم تحفة في الإخراج والتمثيل والموسيقى لن ترى مثلها أبداً.
وقل لي من أنت منهما ؟
-
هيثم ممتازبين الجهل والمعرفة شعرة واحدة ,وهي القراءة.