مَرْحَبًا أَوْ مُرْ حُبًّا، أَلْقِ نظرة فَقَد تُعْجَبْ؟ - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

مَرْحَبًا أَوْ مُرْ حُبًّا، أَلْقِ نظرة فَقَد تُعْجَبْ؟

قد تعجب

  نشر في 12 يناير 2023  وآخر تعديل بتاريخ 17 يناير 2023 .

مَرْحَبًا أَوْ مُرْ حُبًّا، أَلْقِ نظرة فَقَد تُعْجَبْ؟!

"يحدث أحياناً أن نستفيق محمّلين بأكوامٍ من الهمّ والحزن، كأن أرواحنا قد هُيّئتْ سلفاً لنهار كئيب".. منتهى الوحدة ألا نجد إنساناً واحداً... واحداً على الأقل... بين مئات يحيطون بنا... يكمل عباراتنا المبتورة ويشاركنا نشيجنا الصامت... كم نُخدع بوهم الازدحام... على زيفه!!

نحن لا نختار ما نكتب ولا نختلقه.. نحن ننقل الكلمات على الورق بطريقتنا.. بصياغتنا.. فالكتابة وحي يوحى إلينا من حيث لا نعلم!!

إن الكلمات لا تصدر في حالات اللقاء، لا تتشكل حتى في الداخل، والكائن يعود إلى بدء طفولته يبحث عن أصوات تتجمع لتؤشر إلى انطباع الشيء في ذهنه، والذي علم الأسماء كلها، لخص أعظم أسرار الكون في أربعة حروف "اقرأ"!

إن الحقيقة المطلقة هي قوة وحيدة – روح نحيا بها، وطاقة تمد تلك الروح بالعطاء ووجود هبة من الخالق – تظهر لنا متنكرة في صورة انقسام واختلاف وتميز، وعلى أي حال، فمثل هذه الانشقاقات التي تبلغ ذروتها في تفرد الأشخاص هي ثانوية، ان لم تكن خداعة، ونحن نجدها تذكر كيف نلتقي وكيف ندرك العالم في العادة، وليس كيف يكون العالم في الواقع.

قد يأتي على الإنسان لحظات يعرف فيها كيف ينفجر، لكنه لا يعرف كيف يوجه انفجاره ولا إلى أين.. يعرف كيف يغضب، لكنه لا يعرف لماذا يغضب.. يعرف كيف تهتز مشاعره , لكنه لا يعرف لم اهتزت هذه المشاعر!!

إن لحظة الانفجار المبنية على اندفاعية عفوية، يفرضها الشعور بالعجز عن تجديد الذات، مما قد يحدث زلزالا هائلا!!

*مَرْحَبًا*، أحاول كتابة رواية.. اكتبها لنفسي، أحاول الإجابة على أسئلة تصخب داخلي طيلة أيام حياتي, أحاول أ اقترب من روحي علني أقترب من روح العالم أكثر!!

*مُرْ حُبًّا*، إن الغضب والألم هما من أكثر المشاعر اختلاطا، وبالرغم أنني أؤمن أن اختيار العقل هو الأكثر صوابا، إلا أنني لم أستطع التخلي عن أمور اختارها قلبي.. فأجد نفسي أسير التناقض.. اعتقدت لبرهة من الزمن أنني أعرف نفسي، أكثر من معرفتي لغيري.. ثم سيطرت على مسلمة مفادها أن "غيري عصي الفهم" فلا يمكن كشف كنهه.. لا يمكن التوغل في ذاته.. لا يمكن فك رموزه، فمن أين أتى؟! من هو؟ فترهق نفسي دون أن اعرف ذلك أبدا؟!!

قَد تُعْجَبْ؟!.............ما الغياب؟!

لا شيء أكثر إهانة من افتقاد جوابٍ لاذع في مواجهة جارحة.. أليس الغياب هو غياب التوازن؟ دوما الآخرين هم الذين يرحلوا وأنا الذي أبقى.. الآخرون في حالة ترحال أبدية!!

أَلْقِ نظرة فَقَد تُعْجَبْ؟! في سفر ممزوج بالهجرة والهرب.. وأنا الموصود بالمقابل للسكون والثبات والترقب.. أتكوم مكاني في إحدى زوايا محطة ما.. فالغياب يميل إلى اتجاه واحد فقط، ولا يمكن أن يفهم إلا من خلال الذي يبقى!!فلا تتآلف الأنا الحاضرة دائما إلا مقابل الأنا الغائبة! إني أجد نفسي جلادا وضحية في آن واحد!!

مُرْ حُبًّا، فقول الأشياء المتولدة فينا في لحظتها مريح جدا قد يضفي على النفس راحة ولو وقتية، فلماذا نحاول كبتها أو قمعها.. فربما لا نملك سوى تلك اللحظة وهي نعمة وبركة من الله، هي كل الوجود...

السفر، لطاما احببت السفر والرحلات الطويلة، ليس الى مكان محدد، فقط رحلة الى لامكان.. لتنتشلني من دوّاماتي الصغيرة.. لأنظر من نوافذ روحي علني أبصر من خلالها اتساع العالم.. لكنني لا أفتأ أخرج من حلم يُذكّرني بأنه جزء لا متناهي الضآلة في كتلته اللامتناهية.. تجعلني أشعر أنني أهرقت بغباء عمر ثمين يتلاشى بسرعة محزنة مع دوران الكرة العملاقة، في أقلّ من برهة من عمر الكون السرمدي..

مُرْ حُبًّا، الهروب.. بلغت من الحال ما لا يمكن معها أن أؤمن بتلك الامكانية، ولكنني استرجع "وهما قديما.. وهم العودة وربما وهم الرحيل".. فقط، للبحث عن شاطئ آمن.. فليس هناك فرق بين الرحيل الى ما هو جديد وبين العودة!!

في النهاية نبقى دوماً نحن الى ذواتنا، ننتظر بوجوهنا ذاتها، بأحمالنا ذاتها، بأسئلتنا ذاتها، الشيء الوحيد الذي يتغير هو أنه بعد كل رحلة نكون أكبر سناً وأقل اهتماما!!

ماهر باكير دلاش


  • 2

  • Dallash
    وَإِنِّي أَتَجَاهَلُ وَلَسْتُ بِجَاهِلٍ غَضِيضُ الْبَصَرِ وَلَسْتُ أَعْمَى وَإِنِّيْ حَلِيمٌ وَلَسْتُ بِحَالِمٍ حَصِيفُ الْكَلِمِ وَلَسْتُ أَسْمَى مَاهِر بَاكِير
   نشر في 12 يناير 2023  وآخر تعديل بتاريخ 17 يناير 2023 .

التعليقات

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا