في فضل المتكلمين على الإسلام قديما واليوم - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

في فضل المتكلمين على الإسلام قديما واليوم

  نشر في 18 غشت 2021 .

بعد وفاة محمد صلى الله عليه وسلم ، القائد الأعظم و المحب المُخلص ، إنقسمت الأمة و توفرت شروط كادت تساهم في فناء الوحدة وسقوط الدولة ولولا قدوم رجال كعمر وأبي بكر وغيرهم من أفاضل الرجال من تداركوا الأمر و كانوا سببا في صلاح الأحوال سواء بدهائهم أو تقربهم من المُشّرع لكان الأمر مختلفا على المسلمين .

إختلفت شؤون المسلمين و تغيرت أحوالهم و كان كل ذلك باعثا للتغيير و التجديد ، فجاء عمر و أمر بالتوقف عن قطع الأيادي لأجل مسمى ، ثم أمر بالتوقف عن كتابة الأحاديث النبوية وكذا عدم تدوينها ، و جُمِع القرءان في مصحف ثم زُيِّن بالرسوم العثمانية . إنبثقت المذاهب و اختلف العلماء والرجال و إمتزجت الفلسفات و طُوّرت و كل ذلك كان نتيجة حتمية طبيعية لأي دين يقبل التجديد أو التأويل ، ولا شك أنه سبب وفره الله ليغرق البشر في كثير من التجارب وربما لنفهم أكثر معنى الدراما الانسانية .

لا أحد يخفى عليه حقيقة أن المتكلمين منهم المعتزلة و غيرهم من الفلاسفة المسلمين كانوا حصنا منيعا على دين المسلمين رغم كل ما تعرضوا له من ظلم كغيرهم من الفلاسفة ، الذين تواجدوا في مختلف أقطار العالم . ومن صُورِ دفاع المعتزلة عن الإسلام أن رجلا من السُّمَنِيَّة ، سأل قاضيا مسلما بحضور ملك السند السؤال الآتي : أخبرني عن معبودك هل هو القادر؟ قال نعم، قال: أفهو قادر على أن يخلق مثله ؟ فقال: هذه المسألة من علم الكلام ، وهو بدعة ، وأصحابنا يُنكرونه . أما الخلفية هارون الرشيد ، و لما بلغه خبر هذه النازلة ، قامتْ قيامته، وضاق صدره ، وقال: أليس لهذا الدين من يناضل عنه ؟ قالوا: بلى يا أمير المؤمنين، هم الذين نهيتهم عن الجدال في الدين ، وجماعة منهم في السجن، فقال: أحضروهم، فلما حضروا قال: ما تقولون في هذه المسألة ؟ فقال: صبي من بينهم : هذا السؤال مـُحَالٌ ، لأنَّ المخلوقَ لا يكون إلاَّ مُـحدثا ، والـمُحْدَثُ لا يكون مثلَ القديم ، فقد استحال أن يقال : يقدر على أن يخلق مثله أو لا يقدر، كما استحال أن يُقال: يقدر أن يكون عاجزاً أو جاهلاً. فقال هارون الرشيد: وجهوا هذا الصبيَّ إلى السند حتى يناظرهم”.

هكذا هي أصول ديننا ، أصول ثابتة مبنية على الحجة و التأمل الغير المنتهي ، ولا يكاد يختفي هكذا رجال متميزين حتى ينبثق نوع جديد منهم ، آتين بسلطان مبين و حجة دامغة . وقد شهدت كل عصور الأمة أناس مثلهم يخرجون إلى العامة و الخاصة صارخين و وهم منذرين متكلمين بالحق .

واليوم وحمدا لله ، نرى الكثير منهم ، سواء على شاشات التلفاز أو منابر مواقع التواصل الإجتماعي ، يهدمون العقائد الباطلة تارة و يدافعون على الإسلام تارة أخرى ، و لا شك أن كل واحد منهم يفكر في نفسه ويقول : كيف كان ، أو ماذا كان سيكون أو يقول القاضي عبد الجبار أو عمر أو ابن رشد او الغزالي أو محمد أو ابن سينا أو الرازي لو علم أن التكنولوجيا و العلوم قد نفت هكذا مبدأ و ثبتت هكذا إعتقاد .

كحال هارون الرشيد لما سمع كلام السمني هو حال شيوخ الإسلام الذين لا يتوقفون عن الوعظ و الذين أحيانا يقدمون حججا تضحك الصغار قبل الكبار . فالحمد لله على وجود أناس آخرين يناضرون بالعلم ، و يحكمون بالحجة الساطعة ، كمن قيل له المسلمون غازون مُحتّلون فأجاب بقوله بل الإمبراطوية الإسلامية هي الأقوى ، ومن قيل له أن آدم وحواء أسطورة فأجاب بفهمه فهما حقا للتطور ثم دعم حجته بأسس من نظرية الأكوان المتوازية . يعتقد الكثير أن العرب متخلفين ولا سبيل لهم للإستيقاظ لكن أجيبهم بقولي أن العلم خزانة مفاتيحها السؤال و أن الله أحب كل باحث بين كتب العلم ومجالس العلم الحقيقية ، وأن معالم الخير و الأمل موجودة بين كثير من شباننا العرب الذين يحاربون الألم تحت شروط صعبة ووفق عقلية إسلامية أصيلة ، وكلامي يشمل حتى من إنحرف منهم عن طريق الإسلام ثم انتهى به الأمر قائلا " طلبنا العلم لغير الله فأبى العلم أن يكون إلاّ لله " .

أنهي كلامي بقولي اللهم أحبنا و أحببنا فيمن أحببت و فيما أحببت ، اللهم زدنا عزا ونصرا وقنا عذاب النار .    



   نشر في 18 غشت 2021 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا