الوصول إلى الأهداف بشتّى أنواعها ممكن جدّا و لكنه طريق شاقّ و مُتعب بالرّغم من أنّه يحمل بين طيّاته الكثير من المتعة لأنّ الإنسان بطبيعته يملّ من الرّكود و يتطلّع دوما إلى المزيد و الأفضل و هذا ما يجعل الحياة في نشاط و حيويّة و تنوّع دائم ..
مشاعر كثيرة متباينة و متضاربة تصاحبك في هذا الدّرب و تُرهقك ..
خوف ثمّ أمن ، فرح ثمّ حزن ، شكّ ثمّ يقين ، أمل ثمّ يأس ..
فأنت بين كرّ و فرّ ، و إقدام و تقاعس ، و إندفاع و تراجع ..
و لا تفهم لماذا كلّ هذا التّباين في مشاعرك ..
طبيعي أن تحسّ بكلّ هذا لأنّك ببساطة لم تصل بعد إلى ما تصبو إليه ..
ترى الأبواب تنفرج قليلا و لكنها لا تُفتح على مصراعيها ..
تحسب أنّك أشرفت على الوصول لتكتشف بعدها بأنّك لم تصل بعد ..
هل هناك إعتقاد راسخ فيك يمنعك من بلوغ الهدف دون أن تشعر ، أو ربما نقص في معلومات لا بدّ لك من معرفتها لتسهيل المسار ..
أم هو عدم فهمك لأمور كنت تظنّ بأنّك قد فهمتها؟
إطرح على نفسك هذه الأسئلة بهدوء دون أن تلوم نفسك أو تجلدها أو تحقّر من شأنها و تنعتها بشتّى الأسماء لا لشيئ إلاّ لأنك لم تصل بعد ..
إيّاك أن تفعل ذلك ..
بل لتتعمّق أكثر في فهم نفسك و خالقك و هذه الدّار التي تعيش في كنفها و بين أحضانها ..
و ستكتشف بأنّ الوصول إلى هدفك أمر مهمّ و مرغوب فيه و لكن الأهمّ منه هو هذه الرّحلة التي قمت بها و التي تعلّمت فيها الكثير عن ذاتك و عن خالقك و تعرّفت على الكثير من القوانين التي كنت تجهلها ..
تدرك بأنك كنت تعيش الحياة بعشوائيّة، و تفهم حينها بأنّ الله تعالى الذي خلق كلّ شيئ بدقّة متناهية و إبداع خارق و بجلال و كمال قادر على أن يحقّق كلّ أحلامك المشروعة في رمشة عين أو أقلّ من ذلك و لكنّه يريدك أن تتعلّم و تتفقّه و تفهم لترتقي قبل أن تبلغ مرادك ..
لذلك طبيعي أن تمرّ بكلّ تلك المشاعر التي تتعبك ..
و كلّما إرتقيت في الوعي و المعرفة كلّما هدأت نفسك و أصبحت تلك الأحاسيس المزعجة أقلّ ظهورا و يتسلّل الأمل إلى أعماقك و توقن بأنّ كلّ آت قريب قصر الزّمن أو طال ..
و تُدرك أخيرا بأنّ الله عليم و خبير و رحيم ، تفهمها هذه المرّة بكلّ ذرّة من ذاتك ..
لذلك تقرّر بأن تسعى و أنت مستسلم له تماما لأنك تعي أخيرا بأنّه يحبّك و لا يريد إلاّ الخير لك ..