هيبة الدولة - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

هيبة الدولة

  نشر في 26 يناير 2016 .

في الخامس عشر من سبتمبر من العام الماضي , قام الرئيس الأمريكي أوباما بتكريم فريق جامعة كونتيكت لكرة السلة النسائية في البيت الأبيض و أثناء إلتقاطه لصورة تذكارية معهم قامت لاعبتان بعمل قرون للرئيس على سبيل المزاح , بالطبع إعترض البعض في الولايات المتحدة على هذا الفعل و إعتبروه قلة إحترام و البعض الآخر إعتبره مجرد مزاح عابر خاصة أن أوباما مشهور بخفة ظله و كثرة مزاحه .

هناك أربع نقاط جديرة بالذكر في هذا الأمر :

أولا : أن هاتين اللاعبتين ذهبتا إلى منزلهما بسلام و أكملتا حياتهما بشكل طبيعي دون ملاحقات أمنية .

ثانياً : لم تقم إدارة الجامعة بالتحقيق من الطالبتين أو فصلهما من الفريق .

ثالثاً : لم ترتفع أصوات البعض مطالبة بإعتقال الفتاتين و التحقيق معهما بتهمة إهانة الحاكم و تهديد هيبة الدولة .

رابعاً : أن الولايات المتحدة بعد الواقعة ظلت القوة العظمى في العالم و لم تتأثر هيبتها بهذا الموقف .

بالطبع نحن نعلم جيّداً ماذا سيحدث لو حدث هذا الأمر في بلادنا العربية .

إنني لا أتوجه بمقالي هذا لحكامنا العرب لأني أشك إن كان أحدهم يقرأ هذا المقال الآن بل أشك إن كان أحدهم يقرأ من الأساس , بل أتوجّه بكلامي إلى هؤلاء الذين يرفعون الحكام إلى مصاف الآلهه حتى أصبحت عقوبة العيب في الحاكم أكبر من عقوبة العيب في الذات الإلهيه في بعض الدول العربية , إلى الذين يرون أن كل إنتقاد للحاكم هو إنتقاص من هيبة الدولة .

إن هيبة الدولة لا تسقط بفيديو ساخر أياً كان مدى سخريته أو بمزاح عابر أو بإنتقاد بل هذا يُعتَبر شهادة للدولة بأنها تتمتع بمناخ ديمقراطي و رسالة أمان لجميع المواطنين أنه لا يُعَاقَب أحد على رأيه , كما أنه لا يوجد قانون في العالم بإمكانه إجبار الناس على إحترام الحاكم و منعهم من السخرية منه أو إطلاق النكات عليه , لكن تلك الهيبة تسقط عند إنتشار الظلم و الفقر , عند موت المتهمين في السجون , عند الإنبطاح للقوى العظمى , عند تجهيل الإعلام للناس , عند الإستخفاف بعقول المواطنين بمشاريع وهمية .

إن حكّامنا لم يصلوا لهذه الدرجة من الصلف و العنجهية إلا لأنهم يجدون من يصفّق لهم و يبرر لهم أفعالهم و كما نقول في مصر ( يا فرعون إيه فرعنك , قال : ملقتش حد يلمني ) كناية عن أن إنسياق الرعية خلف الحاكم تصنع منه فرعون , فإن كنت تخشى قول الحق فعلى الأقل لا تصفّق للباطل .

الهيبة تتحقق بنشر العدل و الحريات و الديمقراطية و إحترام عقول الناس . 


  • 16

  • عمرو يسري
    مهندس مصري يهتم بقراءة التاريخ وسِيَر القدماء. أرى أن تغيير الحاضر، والانطلاق نحو المستقبل يبدأ من فهم الماضي.
   نشر في 26 يناير 2016 .

التعليقات

اسلوبك بالكتابة سريع ومباشر وفي فكرة
1
ههههههههه قراته مرتين يستهويني هذا الطرح من المقالات اخ عمرو
1
عمرو يسري
أسعدتني كثيراً تعليقاتك أخي , شكراً :)
NoRan Abd El SaLaM منذ 9 سنة
الموضوع بوضوح ان رئيس الوزراء في الدول الأوربية يمشي في الشارع ( عادي جدا ) مثل أي رجل ( طبيعي ) لا أدري لم تعتبر تلك الوظائف عندنا مختلفة عن اي وظيفة اخرى .. أنا شخصيا أفضل اعتبارهم موظفي حكومة وتلك هي الحقيقة !
لكننا لا يجب ان ننظر كذلك للرؤساء الأجانب على أنهم ( أملة ) فنحن لا نعرف ما يخفى علينا
دعك من مصائب معتقل غوانتانامو وحرب العراق .
لكن فكرة المقال ممتازة :) احييك :D

1
عمرو يسري
الرئيس و الوزراء هم مجرد موظفون لكننا للاسف ننظر اليهم انهم اصحاب البلد
,,, ( بل أتوجّه بكلامي إلى هؤلاء الذين يرفعون الحكام إلى مصاف الآلهه حتى أصبحت عقوبة العيب في الحاكم أكبر من عقوبة العيب في الذات الإلهيه في بعض الدول العربية ) ,,, ليس بعض سيدي الكريم و انما كل الدول العربية ,,, و لكن ليس جميع الشعوب من يصنع ذلك ,,, انما الحمقى و الجهلة امثال هوْلاء الحكام ,,,
1
محمد عطا منذ 9 سنة
يجب أن تغير عنوان المقال ليكون اكثر جاذبية
1
عمرو يسري
ما اقتراحك لاسم افضل ؟
محمد عطا منذ 9 سنة
اعجبتنى فكرة المقال ، اضافة ممتازة
1
عمرو يسري
شكرا لك
مریم كاظم منذ 9 سنة
أعجبني قولك:بل أشك إن كان أحدهم (حكام العرب) يقرأ من الأساس:)
2
عمرو يسري
لو كانوا يقرأون لما وصلت بلادنا لهذا الحال

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا