وكانت اللحظة الفارقة التي حسمت كلّ شيء.. ولن أقول بأن الأمور كانت على ما يرام قبل ذلك ولكن كان هناك إستمرارٌ للتضحيات التي أهلكت الروح قبل البدن وإستنزفت الكثير من الصحة والمشاعر الجميلة التي كانت تتبخر رويدا رويدا مع كلّ ألمٍ لتضحية مُجبَرة، مع كلّ دمعة محبوسة خلف جُدران الإبتسامة الوهمية..
لا أنكر بكوني من عُشاق الإبتسامة في السراء والضراء؛ ولكن أن تدوم في وجوه أناسٍ يستنزفون كلّ جميلٍ فيك ويدوسون على كرامتك لإرضاءِ عجزهم الداخلي بأن يكونوا مثلك.. فهذا هو الصعبُ بعينه.. بل إنه الجحيم!
لن يشعر بكلماتي هذه إلاّ من مرّ بنفسِ تجربتي وخلاف ذلك فهناك الذي سيهزأ أو الذي سيتهمني بالمبالغة والحساسية الزائدة.. وإنه لأمرٌ متوقع ولن ألوم لا هذا ولا ذاك.. فمعروفٌ بكون الجراح لا تُؤلمُ غير أصحابها.. أما الباقين فهم مجرد شهود ليسوا عيان وإنما يستشهدون بما يسمعونه بالصدفة أو عند لحظة إنفجارٍ بعد صمتٍ طويل.
لكني منذ تلك اللحظة وأحاسيسٌ جديدة أصبحت تراودني؛ أو بمعنى أصح هي ليست بجديدة وإنما كانت مدفونة تحت أنقاض ظلم الزمن وغدر الأحباب وجفاف القلوب وأنانية أرباب العمل الذين يمتصون منك كل طاقتك ويستخدمون طيبتك إلى أبعد حد مقابل أجر لا يعادل ربع مجهودك الذي هو سبب رئيسي لنجاح أعمالهم.
<<إنها لمسات الحرية التي كنت أبحث عنها وأخيرا لامست أفكاري وإنطلقت عباراتي دون قلقٍ أو حسبان لمظاهر إجتماعية كاذبة تنسى الحرام دوما لتُركز على العيب فقط!>>
أخيراً أصبحتُ أتنفس هواء الحق لأنتقم من كلّ من ظلمني.. ليس بالصراعات المريضة ولا بزرع الألم مثلما كانوا يفعلون.. وإنما بالصمت.. نعم لقد إخترتُ الصمت القاتل والبعد الطويل الذي لستُ أنوي بالتراجع عنه أبدا.
عذراً.. إنه ليس بذنبي إن كنتم لا تحملون الحب والصفاء وبناء العلاقات الخالية من المصالح.. فقد أعطيتكم الكثير الكثير من صبري ولم تُقدّروا!
والآن قد حان دوري..
#فأهلا بكم إلى عالمي الجديد الذي محوتُ منه كلمة أنتم وكتبتُ فيه أل (أنا).
بقلم: د. أسن محمد
كاتبة ومدربة مهارات شخصية
-
د.أسن محمددكتوراه مهنية في التنمية البشرية - كاتبة ومدربة مهارات شخصية