الضفة التي يستحيلُ الوصول إليها /١/
رواية الضفة التي يستحيل العبور إليها ..
نشر في 15 يناير 2022 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
قبل أن تبدأ بقراءة القصة، أود إعلامك عزيزي القارئ بأنني لم أتخيل يوماً أن تجري أحداث هذه القصة كما هي الآن، لو كانت محض قصة من الخيال وددتُ لو أغير فيها شيئاً واحداً فقط .. تاريخ وفاتي!
عندها كان هذا سيكون آخر سطر من قصة سعيدة نوعاً ما، فيها الكثير من الأمل والطموح، لكن الحقيقة أن الخيال هبة جيدة في حين أنه يمكننا أن نتخيل الأسوأ ويكون واقعنا سيء فقط.
لا تفهم قصدي أنني أحبط من عزيمتك، الحياة تستحق أن تعيشها مهما مررت بظروف قاسية ومواقف بشعة، مهما فقدت أناس ومشاعر، مهما تخيلت أن هذا هو الأسوأ، سيكون هناك محطات ستتمنى فيها لو أن الحياة لا تتوقف بعدها.
كنتُ أود لو أنني احتفظت بكل الذكريات الجميلة في ذاكرتي كي أسردها لك كما تعمقت في سرد اللحظات الصعبة والمريرة. لكنني بعد مضي كل هذه السنوات ما أزال أراها في أحلامي، تزعجني، تؤرقني، تجعلني أفكر مرات ومرات في جدوى نشر هذا الكتاب.
بطلتي الحقيقية في هذه القصة هي أنثى لم أجد لها مثيلاً طوال حياتي التي عشتها. رغم أنها اختفت عندما كانت في الخامسة والعشرين من عمرها ولم يعثر لها على أثر.
يقول البعض أن سائقاً مسرعاً في الطريق دهسها ولأنه لم يستطع إنقاذها دفنها في مكان مهجور، ويقول البعض بأنها احترقت كنجمٍ في السماء.. قالوا عنها الكثير لكن الحقيقة هي أنها اختفت عن الجميع لكنها بقيت ملاكي الحارس الذي لم يفارقني يوماً.
رغم أنني اكتشفتُ النهاية بعد سنوات، وددتُ لو أنها بقيت مجهولةً، مخبئة في صندوقها الأسود، مستورةً بالذكريات الجميلة، لكنني سامحتكم جميعاً، حتى أنتِ يا "ريتا" سامحتك، فآمل أن تكوني أنتِ قد سامحتني لأنني كنتُ السبب في كل ما وقعَ لكِ من ألم وخذلان، بأنني لم أستطع تغير أي شيء، حتى حبي لك بعد مضي كل هذه السنوات.
إلى "ريتا"، أو روح "ريتا"، إلى ملاكها المنير .. إنها روايتي الأخيرة عنكِ وإليكِ ..
إلى " خالد" لترقد روحك بسلام!
والروح التي ماتزال كالجمر مشتعلة لكنها لا تحترق ولا تنطفئ .. "مروان"!
إلى "سوزي" البطلة التي ألهمتني الكثير، التي أحبتني ولم أستطع أن أكون طاهراً كفاية لأبادلها الحب.
إلى "جمان" و"سارة" آمل بأن أكون ذكرى مهما تكن في حياتكما. "سارة" سامحيني لأنني كنتُ أباً جاحداً لنعمة الأبوة، لكن من حمولني ذات يوم هذا الأثم نسوا كيف يعلمونني أن أتجاوزه.
الضفة التي يستحيلُ العبور إليها!
مع محبتي " جمال رمضان".
-يتبع-
------------------------------------------------------------------------------------------------------
انتظروني في الجزء الثاني ..