( عُلبُ اللّيل )
بالحُفرةِ الشّهباءْ
صبايا جلسْنَ القرْفصاءْ
يرْتشفُ الموتُ البطيءُ صُدورَهنّ ْ
تأكْلُ المساحيقُ وجوهَهنّ ْ
تشربُ الكؤوسُ أكْبادَهنّ ْ
تطفئُ الأضواءُ أبْصارَهنّ ْ
وبالحفرةِ الدَّهْماءْ
يدخلُ الطاووسُ في يده حبَّاتُ تسبيحْ
يريدُ كؤوسا ً تفيضُ مدامِعُها تلميحْ
يريدُ لحْما ً و قدّا ً يفوقُ مديحْ
وبالحفرةِ البَلهاءْ
كثيرٌ هُمْ أبو نوّاسْ
تأنّثوا طمَعاً في المليحْ
وتخنّثوا هوَسا ً بتصريحْ
وفي ميدان الصّخبِ والعويلْ
وسط الزّحام والرّقص الهزيلْ
وعلى أنغام الشّيحْ وصوت الرّيحْ
دخلتْ ذئابٌ مُتحضِّرة ْ
أنيابُها بالفرشاة والمعجون مُسْتَحْضَرَة ْ
مخالبُها بالتّقْليم ِ والتّجْميل ِ مُبْتكرَة ْ
تخفي أذنابَها وَجَلا ً من كلابٍ مُسْتنْفرَة ْ
تُزيِّنُ أعناقها قلائدُ جيدٍ مُعْتبَرة ْ
عيونُها على شاةٍ ، فرّتْ منْ قسورَة ْ
وأخرى غيرُ عابئةٍ بالذهاب للمجْزرة ْ
حُفرُ الليل أضحتْ للذّئاب مُستعمرَة ْ.
بقلم : تاج نورالدين
-
تاج .. نورالدين .محام سابق- دراسات في الفلسفة والأدب - متفرغ الآن في التأليف والكتابة .- محنك في التحليل النفسي- متمرس في التحليل السياسي- عصامي حتى النخاع- من مؤلفاته :( ترى من هذا الحكيم ؟ )- ( من وحي القوافي ) في ستة أبواب وهو تحت الطبع .- ( علم ...