مطرٌ يُعانِقُ مَسائِي..
هيام فؤاد ضمرة
"""""""""""""""""""""
على زُجَاجِ إطلالتي..
تتسَايَلُ سَحَائِبُ قطراتٍ، تنبعِثُ ضِيَاءاً
تتراءَى في انْتِظامِها حِبَالُ دُرَر
يُزيّنُ جيدُ المَساءِ سِجَافَها تمَاوُجاً
لتتمايلُ على المُشتهى أوهادُ الشجر
والأذنُ بافتتانٍ تستقبِلُ رنيمها
قد ألِفَتُ على ايقاعِها مَعزُوفةُ نقْرِ المَطر
تُهامِسُ رُوحي على هالةِ جَذوَةٍ
وتنْزَعُ عَني لُبُوسَ الضَّجَر
والريحُ تصرخُ هَذيَاناً
تُسافِرُ حيثُ لا أدري لها وَطن
وليس يُعرفُ لها موانئٌ أو حتى مُستقر
تسابقُ غيماتٍ اغتسلتْ ألقاً
لضِيَاءِ حُسنِها غابَ في غيْظِهِ القمر
فأبشِرْ بِرَبْعِ الخفايا وَمِيضَها، فتنادى خلقٌ
أنْ هَلِمٌّوا أقبلوا أيا أيها البَشر
إذ كيف لماءِ السَّماءِ غَدَقٌ كاشِفٌ
والماءُ يملأ فمي ضَارِعاً
مُنغَمِساً في مَزايا حُلمِ القدر
فهلا لفمي بوحٌ عذبٌ
أو لي ما بالعِشقِ سِوَاكَ
إذا ما بَادَلتكَ أجْفانَ السَّهر
ألا لعَيْني مرأى المَرايا
كأنما تكمُنُ في أكنانِها الحَكايا
تستدعي عَني سِرَّها بألوانِ السَّحر
والبدرُ المُبللُ يُغازِلُ حَدْسي
يُناصِرُ قوْلي، فما أعذَبَ حَكايا المَطر
-
hiyam damraعضو هيئة إدارية في عدد من المنظمات المحلية والدولية