الغزال الشارد 1 - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

الغزال الشارد 1

الغزال الشارد 1

  نشر في 02 يونيو 2017 .

فتحَ عينيه ,إذ يغشاهما النورَ , و سابقَ الفراشَ في مرج ِالبنفسجِ , صادقَ الطير و عانقَ الزهرَ, و أحبه الأصدقاء , و غارَ منه الرفاقَ لذكائه و رشاقة قده. رافقاه في كل مكان يحرسانه بالدعاءِ. كبرَ الصغيرُ , و ضاقَ المرج على خطاه و تطلعَ بصرُه الى ِالأفقِ البعيدِ , و تنازعه الفضولَ الي ما خلفَ الأفقَ ما عساه . و سألَ الصغارَ و الكبارَ ما يكون وراءَ مرجِ البنفسج ؟ من رآه؟ و لا جوابَ شفى فضولَه و لكن قراراً في النفسِ قضاه.

أخذتْ تقبلُ رأسهَ و عينيه , و الدمعُ يسابقُ الكلماتِ التي إرتجفت على شفتيها : أرجوكَ لا ترحل.و نظرَ الي عينيّ أبيه اللتين كساهما الحزنَ و الشفقةَ على كليهما. وعدهما بالحذر ِ, و إجتناب رفاقِ السوءِ , و البعدِ عن كلِ ما يسوء , و طلبِ المعالى , و أن لا يقبلْ الرخيصَ و يتذكر دوماً أنه الغالي . وعدهما أن سفرَه لن يطولَ , و أن ما بنوه سنيناً لن يهدمَ و لن يزولَ . أقسمَ أن لا ينظرَ الي الوراء ِو لكن قلبَه سألهُ أن يلتفتَ لمرةٍ واحدةٍ – تودعُ عيناه فيه والديهِ , و مرجِ البنفسجِ و كلِ الأصدقاء – لست تدري لعله وداعٌ بلا لقاء.

ركضَ من مرجٍ الي جدبِ , تنشقَ عطرَ السوسنِ حيناً ،و أخرى عطرَ الخزامى . و إمتلأِ قلبَه بألوانِ الشروقِ و غسقَ الغروبِ. و هربَ من الذئاب ِ, و إختبأَ من وحوشِ الغابِ , و إحتمى بينَ قطعانِ الخرافِ , و إلتجأَ الي حمى الحمرِ و الظباءِ. و في وادي الغزلانِ أسرتْ قلبَه غزالةً ممشوقةَ القدِ , كحلاءَ العينين , بنتُ سيدُ الوادي , و مميزةَ من دونِ العبادِ . شغلَ الغزالُ الشاردُ – و قدْ أصبحَ هذا لقبهُ و إسمهُ الجديدِ – أهل الوادي بذكائهِ و رشاقتهِ و طيبِ خلقهِ. و ظنَ أنَ الوقتَ قد ْحانَ ليكونَ له أسرةً و بينَ القومَ مكاناَ . فتقدمَ الي سيدِ القومِ يسألهُ شرفَ الزواجِ من الغزالة . لم يردَ سؤالهِ و لم يطلْ عليه المقالةَ . تزوجها و لكن لا سفرَ بعد اليومِ , إني أحبُ أن يكبرَ أحفادي حولي و ليس عليّ لوم , و لا تغادرْ هذا الوادي إلا مع القوم . قالَ الغزالُ الشاردُ: سأعودُ يوماً الي مرجِ البنفسجِ ،و ليس في نفسي من حلمٍ أحبُ و لا أبهج ُ, قطعتُ عهداً لستُ أنقضَه ،و حبُ والدينِ تشتاقهُ النفسُ و تفتقدهُ. قالَ له سيدُ القومِ :عدْ إليهما اليومَ و لا زالتْ قدماك يستطيعان الركضَ , و دعْ لنا قرةَ عينينا تسعدُ روحنا كزهرِ الروِضِ . باتَ ليلتَه يسألُ القمرَ و النجوم َالنصحَ , و أخدَ قرارهُ مع نورِ الصبحِ . لا يحتملْ ذراعي قيداً , و إن إتسعت الأرضُ و السماءُ لكلِ الخلقِ , فليسَ في قلبي ما هو أعظمُ من حبِ مرجِ البنفسجِ و أهلهِ. أصبح راحلاً …… يسابقُ الريحَ , -علَ وجعُ المنى الضائعةِ يستكينُ و النفسُ يريحُ – و لكن ……. الي أين ؟ ….. الي مجهولٍ جديد.



  • 6

  • راوية وادي
    كاتبة و رسامة فلسطينية .مدونتها الخاصة علي الإنترنت Rawyaart : (https://rawyaart.com) متفرغة للكتابة و الرسم في الوقت الحالي.
   نشر في 02 يونيو 2017 .

التعليقات

عمرو يسري منذ 7 سنة
قصة ممتعة
في انتظار الجزء الثاني :)
0

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا