وكيف لي ان أنسي وأنا لم اتخطي الواقعة بعد ..! - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

وكيف لي ان أنسي وأنا لم اتخطي الواقعة بعد ..!

عندما ينتهي الشيء ظاهريًا، ولا ينتهي ف أساسه

  نشر في 21 ماي 2018  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

أنا مشوش جدًا، لذلك تبدو أفكاري مهزوزة، لقد بدأ هذا القلب المسكين يتعب، إنه يخفق بلا جدوى ،وحينما أنظر الآن إلى الأشياء أحس بأنني خارجها ..إنها مسحوبة من المعقول أنني لا أخاف من الموت ،ولكنني لا أريد أن أموت .. لقد عشت سنوات قليلة قاسية، وتبدو لي فكرة أن لا أعوضها فكرة رهيبة، إنني لم أعش قط، لذلك فأنا لم أوجد ولا أريد أن أغادر دون أن أكون قبل المغادرة موجودًا، أتعرفين الذي أعنيه ؟؟ إن شعوري غريب جدًا .. شعور إنسان كان ذاهبًا إلى مكان ما كي يتسلم عملًا ملائمًا , فمات فجأة في الطريق، إن شعوري الآن هو هذه " الفجأة " بالتحديد. "غسان كنفاني"

يبدو أننا لا نتخلص من الأشياء تمامًا، ف هي تظل معلقة بالقلب، تنهش فيه حتي تجعل منه مضطربًا، أما عن العقل ف هو الضحية الكبري .. ف يٌسلط ع نفسه وتتازحم الأفكار حتي تجعل منه سجين ينتظر العفو.
اننا لا نعرف الكثير عن الصحة النفسية، ف نتعامل معها ع أنها شيء ثانوي، وكأن يمكن أن ترد بنفس الإجابات التي ترد بها ع المريض النفسي/المُتآذي نفسيًا إلي المريض العضوي «وهو شعور رهيب» كأن تخبر أحدهم أن قدمك أنكسرت ف يقول لك: تناسي ولن يؤلمك شيء أو أن تقول لأحدهم أنك فاقد القدرة ع تحريك يدك ف يقول لك: لا تقلق أنها فقط حاله عابرة! علينا أن ندرك ان النفس هي جزء من الكيان البشري وان آلمها أحيانًا قد يتسبب ف مشاكل عضوية كثيرة قد تجعل من الجسم آله منهكه، ومن الدماغ آله مستهلكة .. ف لا يبقي للإنسان سوا أن يضيع ف نفسه، لا يشعر ولا يستشعر لأي شيء.

يعاني الجيل الحالي من الكثير من المشكلات النفسية، وليس هذا شيء يستطيعون أن يخوفنه .. يمكن لأي شخص قاريء حتي غير متمرس ف التشخصي أن يلاحظ مدي توتر واضطراب هذا الجيل! وهذه ليست أشارات جيدة ع وجود مستقبل باهر!

تخيل معي أن يعيش فردًا في دائرة مفرغة، ليستيقظ كل يوم صباحًا يذهب إلي جامعة ليدرس بها شيء لا يحبه، وبعد العودة يذهب إلي العمل _أيضًا ع الأغلب لا يحبه_ فقط ليمتلك القليل من المال حتي يستطيع أن يشتري أبسط الأشياء التي يجب أن توفر له! ثم يجلس مع أصدقاء يتحدثون عن آلامهم «لأن هذه الفرصة الوحيدة للتفريغ ع الأغلب» لا وجود لساحات للرياضة لأنه ببساطة لا يملك الكثير من المال ليصرفه ع هذا! ولم يكتشف جمال ما يمكن أن يمتلك من مواهب لأنه عندما كان صغيرًا دخل مدرسة لم تسمع له وأيضًا لم تعلمه كيف يصبح إنسانًا باحثًا عن شيء ذات قيمة أكثر من الطعام والشراب .. فإذا سألت مصريًا لماذا تدرس؟ سيقول لك لأحصل ع قوتي! وكذلك ستكون نفس الإجابة ع سؤال لماذا تتعلم؟ ف لا فرق بين التعلم والتثقف وكثيرًا من المعاني فقدت معناها ع مر الزمن.

وما الحل؟ لم نٌدرك بعد أن القضية الكبري تكمن ف الرحلة ليست في عنوان القصة، وما الحل حتمًا ليس السؤال الصحيح، ف لا يوجد حل إن لم تسأل السؤال الصحيح ولن تسأل السؤال الصحيح إذا لم تتعلم أن تغذي شهوة عقلك كشهوة جسدك ... ولن تصل لشيء إذا ظللت تبحث عن الأبره الضائعة في قوم القش خلافًا عن الاستفادة من القش في الحصول ع ابره جديدة.

رفقًا بنا. أن تعلم ما تمر به جيدًا ف هو فيك ولكن لا تعلم ما يمر به الأخرين لذلك ترفق بهم ف كُلنا هذا الشخص، لا نحتاج للأنقضاض ع بعضنا البعض من أجل الحصول ع مساحة، فقط إن لم تعاقب ع هذا من نفس الشخص وكان له رد فعل لهذا الأنقِضاض سيكون فعلك هو عقابك .. ف الأنا الأعلي «المسؤوله عن الحكم ع المواقف من خلال الأخلاقيات والمباديء العليا» لن تتركك في حالك أبدًا.

لا أحاول أن اجعل من الأشياء سوداوية، ولكني حتي ولو حاولت تجميلها ف أقصي ما يمكن أن أصل له هو اللون الرمادي، لون لا أري معني له سوي اني لازلت اضل الطريق ..








  • 1

   نشر في 21 ماي 2018  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا