كانت بنت جميلة إسمها بغداد
بلاد وادي الرافدين و دار السلام
حكاية كل بيت بغدادي الناس الطيبة أهل النخوة و الشيمة العربية
في زمن الخمسينات و الستينات
بيوت الشناشيل المطلة على الأزقة الضيقة و شوارع بغداد شارع النهر وسوق الشورجة و سوق دانيال و جامعة المستنصرية الأثرية و الحيدر خانة و جبار ابو الشربت و المتنبي سوق الأدب العربي وملتقى الشعراء.....وووو إلى آخره
حكاية كل بيت بغدادي لا تخلو من جمعت الأهل تسودها المحبه و المودة والرحمة
والاحترام يخيم عليها الدفئ و الحنان
ولمة العائلة المتماسكة
أما الجار إذا طبخ أكله قال هذا سهم جاري
في كل مناسبة تتجمع النساء كل واحد منهنُ تعمل طبخة أو معجنات و يذهبوا
مع أولادهم إلى أماكن عامة
أما الرجال يذهبوا إلى مقهى للعب بالطاولي ( الزهر) او الدومنة و يتسامرون في أحاديث و ابيات شعر ومقامات بغدادية كانت حياة مليئة بالحيوية و الجمال لا تخلو من المحبه والجمعه
أما زمن السبعينات العصر الذهبي
ازدهر بغداد بالعمران و التقدم الصناعي
و صارت بغداد تزهؤ بكل الحضارات
أما في زمن الثمانينات والتسعينيات والألفية لا تعليق
بدأت بغداد بالانهيار و التراجع إلى الخلف
في زمن الألفية تبدلت قلوب الناس صار الأخ يغدر بأخيه الصديق يخون الثقة والصداقة المادة صارت فوق كل شيء
العوائل كلهم ببيت واحد لكن كل واحد يعيش حياته الخاصة
الابناء منهم يعمل على الحاسوب و منهم من يشاهد التلفاز ومنهم من يتصل بالجوال والأم مهتمة بجمالها و رشاقتها والذهاب إلى مراكز العناية بالبشرة والجم
والأب متهم بالتجارة والسفر خارج البلاد حالة من الفوضى
آه أين بغداد الجميلة أين دار السلام
أين دارك ياوطن
بيوتنا عزاء
وافراحنا أموات
كم طفل يتيم بكى من الألم
كم أم شهيد توجع قلبها على الفراق
أين السلام بدارك ياوطن
بقلم سوسن العبيدي
كاتبة من العراق
التعليقات
لطالما تمنيت زيارة بغداد خاصة بعد أن درست تاريخ الدولة العباسية في المدرسة و العصر الذهبي للمدينة, تمنّيت زيارة آثارها العتيقة , و كم أتمنّى أن تتحق امنيتي بتلك الزيارة في يوم من الأيام .
خاطرة جميلة أثارت بداخلي الكثير من المشاعر و الشجون .