"القوة" ذاك المصطلح يحمل الكثير من المعاني الكثيرة والرهيبة، إن الكون و الحياة بعصورها تكونت وتشكلت وإندثرت و "القوة" جزء في هذه الأفعال ما هو مفهوم القوة حقاً؟ هل القوة كبرياء أم صمود؟ أم أنها الإنهيار والهزيمة؟.

أظن بأنه من الواجب على أنفسنا أن نمارس حقنا الطبيعي في الإنهيار على كل المستويات، الذهنية والعاطفية و الجسدية، أما إن عشنا دائما أقوياء فسنظن بأنه لا نمتلك نقاط ضعف ولن نكتشف بسهوله ما هيا ثغراتنا التي قد تكون سبب الدمار لنا، لقد ظلمت السقوط والإنهيار لقد كنت اعتقد ان السقوط هو ان افشل في شئ او ان يسقط جسدي ارضاً والكثير من الكلمات والحروف ايقنت ان الانهيار ليس انهياراً في الصحة او الوقت او المال، لقد تعلمت مؤخرا أن الإنهيار قد يكون البداية لتأسيس روح تفوق في قوتها الأخرى حقاً إني سعيد بإنهياري.....لكن هل حقا أنا سعيد أم أني أخدع نفسي مجدداً؟ ،الشيء الوحيد الذي يجعلنا أقوى كلما انكسرنا هو اليقين التّام بأن الأمر كله بيد الله وأن الحياة ستمضي مهما حدث مها طالت وقست ستمر، حتما سنعود أقوى سنعيد بناء أنفسنا وربما نكون أعظم مما سبق، ولكن ربما لا تعود روحنا كما كانت لن نصبح ألطف أو ألين بل حقيقة علينا تقبلها سنصبح "قساة".

هل تلك القوة التي تفاخرت بيها دائما أمام نفسي إنهارت؟ هل تلك الصلابة كسرت؟ أظن انني كنت صلابا قويا تحملت كل جميع الألام والضغوطات والصدمات والضربات، حتي إشتكت أعضائي وحواسي وكل شئ ينبض بداخلي، شيئاً ما بداخلي تلاشى ، اختفت و تبخرت تلك الجوهرة الباعثة على الطاقة داخل جسدي ، كأن حياتي بأسرها انطفئت يا إلهي كم كان ذلك رهيباً.

إكتشفت أن قلبي كان كالعالم يتسع لكل شئ و أن عقلي يتسع لكل الأحاديث والحكايات وأن هدوئي ساد فوق غضب الجميع وأن لمسات يدي، أخمدت نياران الأجساد والخوف والروح حينها كنت في أفضل حاللاتي، في مجد قوتي، لكن عندما تبدل الحال إكتشف أنه لا يوجود شئ في حياتي يسطتيع إحتواء غضبي وحشيتي نيراني، سوايا أنا.

مدين بإعتذار كبير، أعتذر إليك يا نفسي، اعتذر إلى روح الطفل بداخلي اعتذر إليك يا قلبي، اعتذر إليك يا جسدي لقد قسوت عليكم طوال حياتي لقد ارهقتكم معي في المهم والتافه لم أكن قائداً جيداً لكم في الكثير من المواقف، لقد ظلمتكم وكذبت عليكم يا قلبي الكبير، إتسعت لكل شئ لكني لم أتسع لك، روحي وهبتك لكل شئ لكني لم أهبكي نفسي، إني حقا أعتذر، فسمحوا لي أن أمارس حقي كإنسان في الإنهيار والإرتياح.

أظن أنني على أعتاب حكايتة جديدة من حكاياتي و أنني سأكون ذكرى من الماضي فكل شئ يتغير وها أنا اول المتغيرين والراحلين، إلهي العزيز هبني قوة، تُلين قلبي وتصلب روحي على كل ما يؤلمني، قلبي وعقلي إتسعى لكل العالم، لكن العالم لم يتسع لهما، يا اللّه فالتكن روحي ملكاً لك فأنت الأحق بها مني.