لا يعلم أحدٌ منا كم سيعيش من السنين وأي من هذه السنوات سيعاني ويفرح ويمرض ويتألم أي السنين ننجح وأيها نفشل ونحطم، متى نُحب و نُحَب لا نعلم شيئا عن حياتنا سوا أنه علينا أن نعيشها بإيمان وثقة في اللّه لأن ثقتنا به هيا ما تزودنا بالقوة والشغف والإصرار هذا الإيمان الذي نؤمن أن جميع الآلام مهما جرحتنا وأوجعتنا فسنقول لها "وداعاً"

لماذا علينا أن نتألم في حياتنا؟ لماذا خلق الله الآلم والصعوبات والعقبات؟ لماذا خل الفراق والوداع وكل ما هو موجعٌ لقلوبنا؟ هل هذا عقاب وقسوة من الله؟                    حشاه....كيف تكون قسوة وهو الغفور الرحيم، لكنه يريد أن يعلمنا لا شئ يدوم لنهاية الحزن لا يدوم الفرح لا يدوم المنصب و الجاه والمال والبنون وكل زينات الحياة لن تدوم و دوام الحال من المحال وحتماً سنقول لكل ألمٍ "وداعاً"

"الحب؟" لم أستطع فهم هذه المشاعر سوا مرة واحدة لشخص واحد، ذاك الشخص لم يكن الأجمل أو الأفضل لكنه كان مثل ينبوع الحياة بالنسبة إلي، لكن أتسائل أحياناً هل حقا تلك المشاعر بيننا كانت حباً حقيقاً أم أنها مجرد رغبات مكبوتة نفرغها في قلوب بعضنا البعض وبعد أن ينتهي أحدنا.... هل نتألم ألماً جديدا؟  "حتماً سنقول وداعاً"

كيف يكون الحب؟ ماهو طعمه ورائحتة شعور الحب الحقيقي وليس المزيف، ذاك الحب الذي رأيته في عيني جدتي ندما كان جدي طريح الفراش والمرض قد أنتصر عليه في أخر جولات الصراع حينها كان يتألم وهمست في أذنه "يعلم الله أن ألمك مثل السيف داخل قلبي" لترفع صوتها عاليأً وتقول " يا الله يا الله لقد كان خير من تحمل ألامي فقسم ألمه لأتحمل معه الوجع"، لقد كنت مجرد طفل كنت حزينا لكن شعوري كان شعوراً غريبا فأنا لاأشعر بشئ سوا أن جدتي حزينة، لكن الأن بعد أن أصبحت شاباً فهمت معنى أن نقول لتلك الأشياء الكامنة بأعماق قلوبنا "وداعاً"

لكل تلك الأشياء التي خسرتها لكل الأحباء الذي غير الزمن ترابطنا ببعضا لكل الذين أرهقم الألم والعمل والجهد والصدمات جميعنا......"حتماً سنقول وداعاً"