تقدير الذات
"يسيطر علـى طفلتـي فكـرة أنهـا قبيحـة . إن لديها رأياً عقيماً تجاه ذاتها . كيف لي أن أرفع من تقديرها لذاتها ؟"
افهم طفلك ونفسك والموقف
إن تقدير الذات يتكون في مرحلة مبكـرة مـن حيـاة الطفل ، وهو عبارة عن مجموعة صـور يخزنهـا الأطفـال حول شخصياتهم ومـدى نفعهـم . ورغـم أن الأطفـال يكونون هذه الصور داخلياً إلا أن لآبائهم أثراً كبيراً في تكوينهـا . إن الطريقة التي يتواصـل فيـهـا الآباء مع أطفـالـهـم سـواء بالكلمـات أو الأفعـال تجعـل الأطفـال يكونون قرارات صائبة أو خاطئة تجاه أنفسهم ، وعـادة مـا يـكـون الأطفـال قـادرين على تقدير ذواتهـم بشكل إيجـابي عنـدما يظهـر آبـاؤهم أنهـم يؤمنـون بـقـدرات أطفالهم ، ويمنحونهم فرص التعبير عن تلك القدرات.
إنهم ينجحون عندما يقـوم آبـاؤهم بإيجـاد منـاخ يسمح لهم بالمشاركة والتأثير فيسهمون في صنع القرار . عـادة مـا يـكـون الأطفـال صـورة غير صحية لذواتهم عنـدما يعتقدون أن عليهم أن يتغيروا حتـى يـراهم مـن حـولهم كأطفال صالحين ، وعندما يتولى آباؤهم شئونهم بشكل كبير فيغيب عنهم الشعور بالمقدرة . وأنت كأحـد الآبـاء ربما تعتقد أن تصرفات أطفالهم جيـدة وعظيمـة ؛ لكن الأهم أن تعتقد كذلك أن قراراتهم صحيحة .
مقترحات مفيدة
١- يجب أن تتجنب أي نوع من إطلاق المسميات على أطفالك ؛ فلا تنادهم بالأحمق أو الكسول أو الأبلـه أو أي أسماء غير محترمة من شأنها أن تحـط مـن قدرهم ، وعليك أن تركـز على الحلـول بـدلاً من توجيه اللوم لهم.
٢- ينبغي أن تفصل الفعل عـن فاعلـه ، وتتعامل مع سلوك طفلك فقط ؛ حيث توضح مثلاً أنك تحبـه ؛ لكنك لا تحب قيامـه بتلـوين الجـدران بـالرتوش. وعليك أن تتذكر أن الأخطاء تعد فرصاً ليتعلم منها أطفالك وتنضـج عـقـولهم ، ولا تعـد عيوباً في شخصياتهم.
٣- عليـك أن تنصـت إلى أطفالـك بجديـة ؛ لأنهـم يكونـون أفكـارهم وآراءهـم الخاصـة . إن طريقـة تفكيرهم اليوم لن تكون نفسها غداً ، لكنهم يظلـون في حاجة إلى آذان آبائهم ودعمهـم لـهـم ، وفي حاجة إلى الاقتناع بأن آراءهم ذات أهمية.
٤- تنح جانبـاً عـن الإطراء والمـديح . إن المديح ربما يصلح في حالة سير الأمـور بشكل جيد حيث يكون الطفل ناجحاً ، لكن أطفالك ربمـا يتحولـون إلى متسولي استحسان الآخـرين ، ومعنى ذلك أن يعتقد الأطفال أنهم على ما يرام إذا مـا أخـبرهم شخص أنهـم كـذلك ، وإذا بالغت في استخدام المديح فماذا تفعل عندما تفشل طفلتك ؟ وهو الوقت الذي تكـون فـي أشـد الحاجـة إلى التشجيع ، فينبغي أن تقول لها كلمة أو إشارة تجعلـهـا تـدرك " أنك على ما يرام " . إن التشجيع يختلف عن المديح فهو يعلم الأطفال كيفية تقييم الذات. من المديح أن تقول :
" إننى فخـور بـك أنـك حصلت على أعلى الدرجات "
أما التشجيع فتقول :
" لقد عملت بجد کي تصل إلى أعلى الدرجات".
٥- لا تعقد مقارنات بين الأطفـال بعضهم البعض ؛ فكل طفل له شخصيته المختلفة والمنفردة ، ويجـب أن يتم تقديره وتمييزه بغض النظر عن أسلوبه.
التخطيط مستقبلا للحد من المشكلات
١- عليك أن تحذر إذا كنت تتوقع من أطفالك أشياء مبالغاً فيهـا ، أو إذا كـان حبـك لهـم مرهونـاً بسلوكهم .
٢- يجب أن تعقد اجتماعـات منتظمـة للأسرة ليجـد أطفالك متنفساً لآرائهم ؛ ولكي يطمئنوا أنهم محـل اعتبـار وأهميـة . عليـك أن تفكـر فـي حـلـول للمشكلات ليعلمـوا أن الأخطاء ما هي إلا فرص للتعلم ؛ حيث تقوم بالتخطيط معهـم ليتمكنـوا مـن المشاركة والإحساس بقدراتهم.
۳- خصص وقتاً تقضيه مع كل طفل على حـدة مـذكراً إيـاه بتميـزه ، ومـدى إعجابـك بصـفاته الجيـدة المنفردة.
٤- لا تفاضل بين أطفالك.
٥- ينبغي أن تكـون سـريع الإحساس بالمواقف التي يشعر فيها طفلك بانحطاط قـدره بواسطة إخوانـه ومدرسيه ، وزملائه في الفصـل ، وأصـدقائه ، وبـاقى أفـراد الأسـرة ، وعليك أن تتحـدث مع أطفالـك حـول مشـاعرهم ، وتشـاركـهـم مشـاعرك أيضاً ؛ حيث تخبرهم بأن ما يقوله الأشخاص أو يفعلونـه ويـحـط مـن قـدرهم يرجع إلى نقص في شخصية قائلها أو فاعلها ، ولا يمس أطفالك في شىء.
٦- ربما تقرر أن تنقل طفلك من فصله الدراسي إذا ما كان مدرسه يستخدم معه أساليب تؤثر سلبياً على تقديره لذاته . لكن هناك خيطاً رفيعاً بين المبالغة ، في حماية طفلك وخوفك عليه ، وبين انتباهـك لوجوده في مناخ سلبي .
٧- لا تحاول أن تجعل كل شيء يتحقـق فيـه المساواة والعدل ؛ لأن ذلك يعطى انطباعاً لأطفالك بوجـود ما هو غير عادل ، وعادة يكون لذلك تأثير عكسي لما يرغب فيه الآباء .
٨- لا تنس أن تسـود روح مـن المـرح بينـك وبـين أطفالك.
المهارات الحياتية التي يمكن أن يتعلمها الأطفال
يمكن لأطفالك أن يتعلموا أنه ليس من الضروري أن يثبتـوا لأنفسـهم أنهـم محبوبـون ، وسيعلمون أنهـم محبوبون بطبيعتهم التي هـم عليـهـا ، وسوف يتعلمـون أيضاً أنهم قادرون على حل المشكلات والمشاركة .
إرشادات تربوية
١- عليـك أن تقـدر مـدى خصوصـية كـل طفـل، واختلافه عن الآخرين ، فتجنب عقد مقارنة بين الأطفال ، وعليك أن تهتم بجوانب الشخصيات المختلفة لأطفالك ، فلا تحاول أن تجعلهم يغيرون من شخصياتهم إلى الصورة التي تعتقـد أنـه يجـب أن يكونوا عليها.
٢- عليك أن تنتبه إلى تقديرك لذاتك ، فكلمـا تقبلـت نفسك بأخطائهـا بصـدر رحـب أصبحت نموذجاً أفضل تقدمه لأطفالك حول الرضا بالنفس .
المصادر:
1. تقدير الذات - كتاب / التهذيب الإيجابي من الألف إلى الياء.
2. الصور-
-
إنسانةتتنوع المقالات التي أكتبها مابين الفلسفية و التاريخية و السيرة و التأملية و العلمية.