؛؛عندما انطفأ نور العالم؛؛
البكاء ليس مرادفا للحزن،إنه مرادف للامتلاء
نشر في 16 يوليوز 2021 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
*عندما انطفأ نور العالم*
؛؛البكاء ليس مرادفا للحزن،إنه مرادف للإمتلاء!!؛؛
يبكي السعيد ويبكي الخائف، يبكي من يملأه الحماس ويبكي الحزين..يبكي الإنسان متى فاضت مشاعره كيفما كانت..تخرج الدموع كزخات مطر من عينيه عندما يشتاق وتهشمه الذكرى.
لم يكن السابع والعشرون من رمضان من السنة السادسة بعد الألفين يوما عاديا..عاد من غربته بعد سنين..اجتمع بأمه وعائلته..
بالرغم أنها لم تكن بخير -أمه- إلا أنه شعر بعودة الروح إليها ..كانت تملؤها السعادة بعودته.
*اليس أصدق الحب عندما تنتظر الأم جنينها ليركلها في أحشائها حتى تطمئن أنه بخير؟!*
أشعل سيجارته بعد تناول طعام الإفطار وهو يتأملها وتتأمله..كم بدت سعيدة بذلك ..داعبها بسؤال فيه عتاب مبطن:لماذا يا امي لا يستطيع الطفل يا أمي النوم في غرفة والديه؟!...لماذا يا امي لا استطيع النوم في حضنك الآن وأنا في هذا العمر؟!..لطالما اشتقت الى حضنك الحنون !!..
أجابته بابتسامة : أليس على المرء أن يبدأ مبكرا في عملية التربية..أليس على الأطفال أن يناموا وحدهم لكي يتجنبوا العقد النفسية في هذه المرحلة العمرية؟!..ثم تعالت الضحكات من تلك الحكم التي خرجت من عجوز أمية تجاوزت الثمانين من عمرها..لكنها ممتلئة بتاريخ وفلسفة فريدة .. ممتلئة بنظريات واقعية لا بد أن تدرس في ارقى الجامعات..
أردفت قائلة:انتم تدرسون النظريات الوضعية ولكننا درسنا القوانين الربانية .. أين أنتم منا؟!
استأذن للصلاة بعد أن نهرته على تأخره على صلاة المغرب...لقد تأخرت على الصلاة وستدخل صلاة العشاء بعد قليل، لا اريد ان اراك الا بعد صلاة التراويح في المسجد..ولكن يا أمي، لقد وصلت اليوم ولم أشبع منك...قالت بهدوء وحزم: وماذا اقول لربي ، هل أعتذر له عن تاخرك على الصلاة بحجة انك جالس مع أمك!!..هل هذا العلم الذي تلقيته في الجامعة؟!..
انتهت صلاة التراويح، كان يشعر أثناء أداء الصلاة أن حدثا ما قد حصل..إحساس غريب مخيف!!
خرج من المسجد مسرعا متوجها إلى جنته..آملا داعيا أن يرى أمه بخير.
أسرع ، يجب أن ننقلها إلى المشفى فوراً..قالت أخته...لقد انخفض السكر معها ...حسنا اتوني بقليل من السكر المذاب في الماء ..ووضع بضع قطرات في فمها ...حتى جاء الإسعاف...
أسرع يا أخي ، كان يصرخ موجها كلامه الى السائق..عليك أن تسرع يا رجل، *العالم سينطفئ نوره .. ألا تفهم*
آه، كم كان البؤس باديا عليه..اشعل سيجارة على باب المشفى..كانت تلك السيجارة تزيده بؤسا حتى الاختناق..تملكه شعور بالوحدة والوحشة..هل سافقد أمي بعد كل تلك السنوات في الغربة..بدت الأفكار السيئة تراوده؟!..عاد من شروده يتذكر الماضي ويبتسم: كانت تمطرني بالدعوات الدافئة..كانت تحضر لي فطوري البسيط..كانت تمسح على رأسي ..حتى لم تتوقف بعد أن كبرت وتقول:
*الطفل في عين امه يبقى طفلا حتى لو غطى الشيب رأسه*
خرج الطبيب من غرفتها..أمك تريدك..لا تخف *يمة* قالت تلك الكلمة بصوتها المطمئن...عرف حينها أن الحياة سترهق كاهله ..ارتمى في حجرها كطفل رضيع يبحث عن حليب أمه...مضت تلك اللحظات وأفكاره تتجول بين حطام ورماد..وعاطفة جياشة تغدق عليه من الحنان والحب النابع من انقى قلب وأصدق حب..ثم فارقت الحياة...يال هول الموقف: كان بحاجة عارمة لحبها بعد سنوات غربة طوال . واخذ يتمتم:لن اسامح نفسي ، بيدي تجرعت حبها بالتقسيط؟!
ماهر (باكير)دلاش
-
Dallashوَإِنِّي أَتَجَاهَلُ وَلَسْتُ بِجَاهِلٍ غَضِيضُ الْبَصَرِ وَلَسْتُ أَعْمَى وَإِنِّيْ حَلِيمٌ وَلَسْتُ بِحَالِمٍ حَصِيفُ الْكَلِمِ وَلَسْتُ أَسْمَى مَاهِر بَاكِير
التعليقات
كم هو قاسي ذلك
الزائر البغيض،
عندما يتسلل
في غفلة من العمر
ليسرق بهجة الحياة
وتذوب وجوة أحبتنا كقطعة ثلح
بين أصابعنا.
لاشي يلملم بعثرة مشاعرنا
عندما يستعمر الحنين
كل المساحات ولانقبض الى على وجع الفراق..
عندما ترحل الأم تنطفئ الجنة التي في قلبك..
اللهم رحمات لضحكات لاتنسى وملامح لاتغيب..