انعكاس... "موت": - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

انعكاس... "موت":

كتب عقب رحيل أحدهم

  نشر في 14 ماي 2020 .

على الطريقة الكلاسيكية، ودون أن أتعبك بالفلسفة أولا، لنتحدث عن الموت من خلال الحياة، كبداية فقط...

لنتحدث عن الموت من خلال حياة وردة ما في حديقة ما، داخل فناء بيت ما، عند زاوية أحد الشوارع في أحد الأحياء بإحدى القرى أو المدن، في مكان صغير جدا، يكاد يكون أقرب للعدم كلما تغير المرجع.... كلما ابتعدت الكاميرا أكثر...

نعود لوردتنا التي زرعها جد ما في يوم حتى هو لا يذكره، ليس لكبر سنه، لكن فقط لأن ذلك ليس مهما، انها مجرد شتلة أوبذرة، وضعها في الأرض، تناوب هو وكل من في بيته على الاهتمام بها أو اهمالها....

عموما...

وردتنا لا تشبه النموذج الترويجي للنساء، فهي ليست كثيفة الكبرياء، ولا تحتاج عناية صاخبة، وانما فقط تربة، ماء وضوء مع الرغبة في الخروج للحياة!

بعد مرور شهور أو سنوات، لا أعرف الكثير عن زراعة الورود ولم أكلف نفسي البحث في الموضوع كما هو ظاهر، المهم انه بحلول الربيع تتفتح وردتنا بلونها البهي ورائحتها العطرة، بالشكل الذي نعرفه ونألفه، تتدلى من الشباك الخارجي للفناء، يتغزل بها المارة "ممن يرفعون رِؤوسهم المثقلة للسماء"، يتسلق الأطفال الجدار الخارجي في محاولات تتراوح بين الفشل والفشل الذريع بغية قطفها....

يستمر ذلك أيّاما.... ثم ينتهي

تبدأ وردتنا بالجفاف رغم المواظبة على سقيها، تتيبس أوراقها، تفتر وتقحل ألوانها.... تلقي بنفسها الى الأرض واضعة حدا لحياتها... تحملها الرياح بعيدا بعد أن يدوسها المارة خلال عبورهم الروتيني بذلك الرصيف، تتحول لغبار وتندثر مفسحة بذلك المجال لدورة حياة وردة جديدة بنفس الخصائص والصفات ...ونفس المصير أيضا!

الموت اذن ما هو الا فرصة للحياة!

بدا ذلك مجحفا وأنا أكتبه؛ألم يبد لك؟

لا يمكنك أن تقول هذا جهرا، ففي النهاية لا يمكن أن تسقط موت وردة ما على موت بشري، أليس كذلك؟

لا يمكن أن تقر علنا أن موتك سيفتح المجال لحيوات أخر... رغم أنك تدرك عميقا أن هذ صحيح وحقيقي تماما،

مات الأجداد والأباء لنعيش نحن!

الأرض تنبت وتستعيد نباتها، تحضنه في جوفها لتتمكن من رعاية من يعيش عليها بطريقة ملائمة... الأمر ليس معقدا، انه فقط ...حزين،حزين جدا!

الحزين فيه ليست حتمية رحيلنا، حتى أن ذلك يعتبر الجانب المرح كونه يعزز غرائزنا ويدفعنا الى حدود الحياة بجنون؛

اذن ما الحزين في الموت؟

الحزين في الموت يا صديقي هو رحيل الراحلين قبل رحيلنا... لا يمكنني أن أسترسل، هذا كل ما يمكنني اخبارك به فأنت تعرف التتمة... أليس كذلك؟



  • 3

   نشر في 14 ماي 2020 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا