نشر في 19 أكتوبر 2019 وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .
وبدا المدير يتمتم بكلمات لا يفهمها المختار"الذاكرة هي غالبا خاصية مرافقة للغباء,أنها عادة تنتمي للنفوس الغبية التي تغدو أكثر غباء عندما تحفظ الكلمات دون فهمها"
المختار: هل لك كان توضح لي معنى كلامك أمس؟
المدير:حاضر,يا مختار..كل كلامي كان له مغزى واحد,أن الحياة جميلة ويزداد جمالها بحب الخير وحب الغير,فكلنا من تراب والى التراب..لماذا لا نفعل الخير ونساعد بعضنا بعضا, كلنا نحتاج لبعض,ولا يوجد من يستطيع الاستغناء عن الآخر,أليس كذلك؟
يا مختار,الله سبحانه وتعالى خلق الناس درجات,ولولا هذا الاختلاف فلن يكون هناك تعاون بين البشر..
أريد أن أسالك سؤالا:هل تستطيع الاستغناء عن عمالك في المزرعة,أو عن عامل النظافة؟
أنا سأجيب عنك, لا ولن تستطيع, أليس كذلك؟
هل أنت راض عن مستوى فلذة كبدك في المدرسة, أم انه لا يهمك مستواه الدراسي,وتريد أن تهيؤه للمخترة مستقبلا؟ حتى لو كان الأمر كذلك, فيم يتعارض حصوله على أعلى الشهادات وكونه مختارا مستقبليا؟!
وقس على ذلك بقية أبناء القرية,هؤلاء الفلاحين البسطاء, أليسوا أمانة في عنقك يا مختار؟ الست كبير البلد وحامي حماها؟ أريدك فقط ان تفكر في كلامي جيدا..
المختار: معك حق يا أستاذ عبدالرزاق..
لتتشابك أيدينا معا لننشئ جيلا سويا مثقفا يخدم بلده وقريته وأهله..
" من يرى المختار في تلك الجلسة,سيعتقد أن وجهه ناقصا, وانه لم يعد هو"
أردف المدير قائلا:يا مختار,أن الحياة مسرح كبير,لكن كثير من الناس لا تسيطر عليهم هذه الفكرة!!يجب على كل منا أن يلعب دوره على المسرح, حتى لو كان المرء يفتقر إلى التجربة ,فليحاول!!
المختار: رأسي يؤلمني يا حضرة المدير, كلامك جميل , لكني لم افهم معظمه, أرجوك لا تؤاخذني!
المدير: كل الناس يبدءون هكذا يا مختار, بالعلم والثقافة ستكون الأفضل!
وهنا, استغل المدير تلك اللحظات فقال: لماذا لا تمنحني شرف تعليمك بنفسي ؟
أريد آن يراك الناس بوجه آخر, أن تكون يا مختار منهم واليهم, فما رأيك؟
المختار: سأذهب الآن لارتاح,وغدا أقابلك..
في تلك الجلسة مع المدير, شعر المختار انه لا شئ بعدما كان يعتقد انه كل شئ, شعوره كان يشبه شعور مقيم تحت الأرض, في غرفة تكسوها الرطوبة!!
عاد المختار إلى بيته, وجلس في زاوية مسترخيا ,يكرر كلام المدير..
يا الله, لم لم استطع الرد عليه؟ أم انه كلامه هو الصحيح ؟!
قضى تلك الليلة في صراع مع نفسه وشيطانه يوسوس له:يا مختار أنت ما زلت إنسانا غير عادي, لماذا تبحث عن نفسك وسط التكرار؟ المدير يريد منك أن تنفي ذاتك!!
عشت يا مختار ستون عاما في هذا المجتمع الذي لا يحتمل الاختلاف معه, أنت لا زلت مختلفا !!
"لكن المختار, ظل يرسم قصته أمامه, ولم ينتبه انه يرسم واقعا مشابها لواقعه "
ماهرباكير
-
Dallashوَإِنِّي أَتَجَاهَلُ وَلَسْتُ بِجَاهِلٍ غَضِيضُ الْبَصَرِ وَلَسْتُ أَعْمَى وَإِنِّيْ حَلِيمٌ وَلَسْتُ بِحَالِمٍ حَصِيفُ الْكَلِمِ وَلَسْتُ أَسْمَى مَاهِر بَاكِير
التعليقات
جيد جدا . استمر اخي فـ نحن متشوقين للاجزاء الاخرى ...
لن يتغير المختار...أمثال المختار غالبا لا يتغيرون إلا من رحم ربي..." الطابع يغلب التطبع"
...استمر أخي ...دام حبرك