عَودة الخرِيف
بقلم : آلاء مَحمُود عَطِيّة الغورَانِي
نشر في 09 شتنبر 2019 وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .
اصفَرّت أوراقي ، و بهتَت ألواني و حَيويتِي، يَبُسَت أغصاني ، تلاشى الرّونقُ و انطفأت شمسُ حضوري، قَرعت نَسمَاتُ الرّياح الباردَة أبوابَ قلبي مُحمّلةً بِأطنانِ الذكرياتِ الحزينة، و بِصوَر ِمن عِشنَا مَعهم و غادَرونا، بِصورِ من كانوا رفقةً لنا ثمّ ابتعدت بِهمُ الطُّرقُ و الدُّروب، بِمحادثاتٍ لمْ نعرف كيفَ بدأت و كيفَ انتهت، إنهُ خريفُ الحياةِ الذي يَأبى تَجاهُلِي و يُصِر على تعكِير صَفوِ هدوئي في كلِ عام.
ماذا عنكَ يا طائر السّنونو ، يبدو عليكَ الدّهشةُ و الحِيرة، فأنتَ لمَ تكُن تَرى سِوى زُهورِي، واعتدتَ السّير بين أوراقي و أغصاني ، تتَراقَصُ تارة و تغنّي تارةً أُخرى، لمْ تعرِف يَوماً كيفَ تتعامَلُ مع خرِيفي، سَتهاجرُ وتَرحَل كما رَحل غيركَ ، سَتبحَثُ عن مَوطِن الدّفءِ ، و تترُكنِي أواجهُ هذا الفَصل وَحدِي، بِبُرودَتهِ ، بِقَسوَتهِ، وَ بالشوقِ إلى مَن كانَ للقلبِ مبعثَ أَمان.
يا نجيَّ قلبِي ، كنتَ قمراً يضيءُ عَتمتة ليلِي، و أستمِدُّ من ضِياءهِ الأملَ و الحَياة، فالليلُ بِدونِكَ قبرٌ مُظلِم، أتعلَمُ شيئاً ! فِي اللّيل أحتضِنُ صُوركَ و أُمعِنُ النظر إليها، حبّذا ألقاك فِي أحلامي ، كما تقولُ الخرافة، لكنّي أبكُي و أُغلِق ُ مُقلتايَ في كلّ مرةٍ أنظر بها إليكَ في تلكَ الصّورة ، ليتَ من نحِبهُم لا يعرِفونَ للهرمِ طَريق، و لا يعرفُ المَوت لَهم طَريق، ليتَ أجَلَهم لا يَنتهِي، ضمّك التراب و عادَ أيلولُ و لم تعد أنت .
#Alaa_Al_Ghourani_阿拉
-
Alaa Mahmoud Al-Ghouraniثمّ إننا لم نلتقِ عَبثاً