حال البخيل وسوء عاقبته - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

حال البخيل وسوء عاقبته

  نشر في 28 يناير 2022 .

✍🏻 بقلم / شيماء محمود الدالي


#حال_البخيل

ترى حال البخيل عجيبا ! لديه المال ويشتهي الأشياء ولا يقتنيها ، يعيش عيشة الحرمان ، يحرم نفسه ومن يعول من متع الحياة وضرورياتها ، 

إذا أطعمهم لا يشبعهم، وإذا اشترى لهم الثياب اشتري أرخصه ، وإذا أعطاهم المصروف تكاد روحه أن تبلغ الحلقوم . 


يَدَّعِي الفقر دائما جحودا لنعمة الله عليه.


يراه من يجهله يظنه فقيرا من شدة ما يبدو عليه من البؤس ،

ترى الفقير المعدم أحسن حالا منه .


إذا نظرت لحاله مع الناس وجدته عجيبا ! يتطلع إلى ما في أيديهم ويسعى في استقطاعهم وتحصيل ما يستطيع تحصيله منهم ،

تجد الناس ينفرون منه ويبغضونه ، يبغضه القريب والغريب حتى أهل بيته .


يدفعه بخله وحرصه على فعل ما يطعن في مروءته ، فتراه يَذِل إلى الناس رجاء منفعة يصيبها منهم .


يبيع دينه بعرض من الدنيا ؛ فيسعى في كسب المال بطرق مشروعة وغير مشروعة غير مبال بحلها أو حرمتها .


يحمله بخله على ترك الواجبات وتضييع الحقوق ؛ فلا يؤدي الحق الذي عليه ، حتى النفقة على العيال، وقد حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من التفريط في النفقة على العيال ، فقال صلوات الله عليه : 

( كفى بالمرء إثما أن يحبس عمن يملك قوته ) 📚 رواه مسلم ، 

📚 وراه أبو داود بلفظ : ( كفى بالمرء إثما أن يضييع من يقوت)


#وماذا_بعد_البخل_والحرمان_وارتكاب_الآثام 

إنه الموت أيها البخيل ، ستترك ما كنزته لورثتك يتمتعون هم به وتحاسب أنت عنه أمام الله تعالى ، ستحاسب يا بخيل عن كل فلس جمعته .


#موقف_الدين_من_البخيل

البخل خلق ذميم لم ترضه الشريعة الإسلامية ؛ بل نهت عنه وحذرت منه ونبهت على أن البخل لا يجتمع مع الإيمان ، 

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

(... ، ولا يجتمع الشح والإيمان في قلب عبد ابدا ) 📚 رواه النسائي وصححه الألباني


وذلك لأن البخل هو أصل كل بلية ، فقد ينشأ عنه التحاسد والتباغض ويوقع العداوة والبغضاء ، ويحمل الإنسان على سفك الدماء وقطع الأرحام وانتهاك الحرمات وأكل أموال الناس بالباطل مما يؤدي إلى هلاك الأمة ، كما أدى إلى هلاك أمم سابقة ،


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: 

« ...، وإِيَّاكُمْ والشُّحَّ ، فإنَّهُ دعا من كان قبلَكُمْ فَسَفَكُوا دِماءَهُمْ، ودعا مَنْ كان قبلَكُمْ فَقَطَّعُوا أَرْحامَهُمْ، ودعا مَنْ كان قبلَكُمْ فَاسْتَحَلُّوا حُرُماتِهمْ» 📚 صحيح الترغيب .


إن الشح يودي بالإنسان في المهالك في الدنيا بما ينتج عنه من آثار مدمرة ، وفي الآخرة بما يرتكبه الإنسان من آثام سيحاسب عنها يوم القيامة . 


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : 

« ثلاث مهلكات : فشح مطاع ، وهوى متبع ، وإعجاب المرء بنفسه » 📚 رواه البزار والطبراني وحسنه الألباني.


#عاقبة_البخل_في_الدنيا_والآخرة


لقد جاءت الشريعة محذرة من عاقبة البخل في الدنيا والآخرة ، فبشرت البخيل بتلف ماله وضياعه أو هلاك البخيل نفسه ،


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : 

« مَا مِنْ يوْمٍ يُصْبِحُ الْعِبَادُ فِيهِ إِلاَّ ملَكَانِ يَنْزلانِ، فَيقولُ أَحدُهُما: اللهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقاً خَلفاً، ويَقولُ الآخَرُ: اللهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكاً تَلَفاً » 📚 متفقٌ عليه.

إنه سَيُعَرِّض نفسه لدعاء الملكين عليه وذلك في كل يوم ، ولا شك أن دعاء الملكين مستجاب .


كما توعد الله تعالى البخيل في القرآن بالعسرى ، وذلك بأن ييسر عليه عمل الشر ويعسر عليه فعل الخير ، وأنه إذا أفضى إلى الآخرة فلا ينفعه ماله هذا الذي جمعه واكتنزه وبخل به ، فإنه لن يغني عنه من عذاب الله من شيء .


قال تعالى : ﴿ وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى . وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى . فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى . وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى} [الليل:8-11]،


بل إن هذا المال الذي بخل به سَيُجْعَل طوقا حول عنقه يُطَوَّق به في نار جهنم،

قال الله تعالى: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ ۖ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ ۖ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} [آل عمران:180]،


فعد أيها البخيل إلى رشدك ، واستعمل عقلك ، وتفكر فيما يؤول إليه حالك ، وسل نفسك سؤالا :


 لماذا تكنز هذا المال ؟!

وإذا كنت لا تنفقه فما الغاية من جمعه إذا ؟!


إذا كانت هذه حالك ؛ فالحقيقة أنه ليس بمالك ، وإنك بمنزلة الخازن عليه الذي تحرسه لغيرك ، غير أنك ستحاسب عنه، 


عَنْ عبْدِاللَّه بنِ الشِّخِّيرِ رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وهُوَ يَقْرَأُ: أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ [التكاثر:1]

 قَالَ: يَقُولُ ابنُ آدَم: مَالي! مَالي! وَهَل لَكَ يَا ابْنَ آدمَ مِنْ مالِكَ إِلَّا مَا أَكَلْتَ فَأَفْنَيْتَ، أَو لَبِسْتَ فَأَبْلَيْتَ، أَوْ تَصَدَّقْتَ فَأَمْضَيْتَ؟! 📚 رواه مسلم.


إن مالك الحقيقي هو الذي تنفقه على نفسك وعلى غيرك في الواجبات والمستحبات ، وما تبقى منه فإنه ليس بمالك ، إنه مال ورثتك ،

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: 

«أيُّكم مالُ وارثِه أحَبُّ إليه من مالَه؟» قالوا: يا رسول الله، ما منَّا أحد إلا مَالُه أحَبُّ إليه. قال: «فإن مالَه ما قدَّم، ومالُ وارثِه ما أخَّر». 📚 رواه البخاري


فالله الله في نفسك لا تهلكها ، فَتَخَلَّص من شح نفسك ، وأدِ ما عليك من حقوق ، وأنفق في أوجه البر والخير ، يخلف الله عليك ، وتفز بخيري الدنيا والآخرة ، وتنج من عذاب النار . 


قال الله تعالى : ﴿ وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين﴾ [ سبأ : 39]


وقال سبحانه : ﴿فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا وأطيعوا وأنفقوا خيرا لأنفسكم ومن يوق شح نفسه فاؤلئك هم المفلحون﴾ [التغابن : 16]



   نشر في 28 يناير 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا