على خط الإصرار يقف المجروح من زلة لسان مستقيما في شكواه ، مرتاحا في منفاه ، متيقنا من فرج بلواه ، سعيدا في قراره من خصمه و مأواه ، لم يلب الوجع راحة بدن و لا عنفوان شفاء ، تلاها سكتة صرخة بالانزواء للدعاء فيما فوق الدعوات لا شيء يروض نزيف الجرح من عقد الملامات ، لا للعتاب في زمني سيدتي و لا قدر للاحترام في خلسة الضعف سيدي ، حوار أجريه مع نفسي و مع من و يسألني كيف الحال و المآل ،فأرد بالصمت و الابتسامة المجيبة عن كل قرائي ، لم أتنح جانبا من معركة الفصل في الخطاب ، كلامي قلته و لا زلت أقوله : بابي مفتوح للاعتذار و مصرة على الاعتذار لأن الجرح لا يبغي بغير الندم منكم براءة تهمة كانت سهما طائشا لم تحسبوا له ألف حساب ،فكان الرد مني على أن النجاح لن يكون حليفكم و اكتفيت بعدم الرد بالمثل ،لأن قيم الأخلاق تستوجب الصبر على المكاره صبرا محمودا ، فان أعقبته بهذه الشكوى ، فلا تظنوا أنها موجهة لكم ، هي لله بالدعاء عقب كل صلاة ، العناد منكم لا يجعلني أكون عنيدة بغير منوالكم ، عناد المؤمن التقي المثابر و المجيب لدعوة المظلومين بالعودة إلى مسرح الحياة ، لطفا و عذرا لفئتي المحببة إلى قلبي ، فلن يكون العود أحمد ما لم يعقبه تصحيح زلة اللسان ليندمل الجرح ، لأن الكلمة قلتها بعد أن قال الجرح كلمته و لم يكن اتفاق بين كلمتي و كلمة الجرح ،لأن كلمة الجرح أبلغ تصويبا سهما مستقيما في نجاح الجارح يركله إلى عقر الفشل و الندم ، و يكفيني في ذلك رد اعتبار بغير رد بالمثل في ضيافة الاحترام مني لكم ، و كل واحد يعي اسمه و عنوان التجريح و مكان الجريمة التي سبقها إصرار و ترصد ، و في قانوني العادل :
قد أعذر من أنذر.
-
د.سميرة بيطاممفكرة و باحثة في القضايا الإجتماعية