أنت ذلك الطفل الصغير الذي لا يزال ينبض بالحب والبراءة، لا زلت تحن لذكريات الطفولة وتتمنى أن ترجع لها يوما ما لكنك تنسى أنك لا زلت نفس الطفل الصغير، لازالت كلمات اغنية الكارتون ترن بين أدنيك وتحاول الغناء ورآها ، وألعاب الأحجيات تثير فضولك، لعب ولهو كان من أهدافنا تلك الفترة، كنا نثير الضجة حين لا نحصل على لعبتنا المفضلة أو حين كان أحدهم يأخد أغراضنا، أظن أن كل فترة تتمتع بأشياء جميلة وعصبية في نفس الوقت، فرغباتنا لم تكن تنتهي سواء كان في عمرنا عاما أم عشرون عاما، فمهما كانت أعمارنا فنحن دائما لدينا هموم، فلما كان عمري ثلات سنوات كان همي الحصول على دمية جميلة، بشروط أيضا ان يكون لديها شعر طويل وعينين كبيرتين، فأظن أننا لا ننتهي من المطالب، فالطفل الصغير لديه هم لأن أباه لم يشتري له الشوكولاتة، فأظن أنكم قد أدركتم المعنى فلو كنا سنكترت لمطلابنا التي لا تنتهي سنبدأ في الذخول في مغارة كبيرة يصعب الخروج منها، يمكنك أيضا رؤية ذلك الشاب الذي لم يمر شهر على اشتغاله فتراه يأخد قرضا من البنك لشراء السيارة أو شيء من هذا القبيل، فمثل هذه الحالة عرض نفسه للخطر كي يسدي رغبة لديه من أجل نفسه أو من أجل الآخرين، فحتما الرغبات تختلف أنواعها هناك ما يجدر الإكثراث لها والأخرى يجب أن نتعلم كيفية الإنتظار والصبر، فبدونه سنقع في متاعب عديدة، فأظن مجموعة من التجارب تعلمنا أن نكون صبورين كي نحصل على الشيء، فلو كان بتلك السرعة القصوى لن نحسس بطعمه أبدا، لأننا حصلنا عليه من المحاولة الأولى.

[ ] ذلك الطفل الصغير يريد أن يعيش مرة أخرى في هذه الحياة أن يتواجد بضحكته وعفويته، بعيدا عن كل متاهات الحياة فرغم كل شيء يريد أن يضع نفسه وسط كل الأشياء السخيفة التي كانت تشغل بالنا أنذاك، أن يكون ذلك الطفل البريء الذي يبتسم دائما ويضحك، خاصة لنكاة تافهة جدا أن يبدأ بضحك لهم عشرات مرات، أعلم أن الأمر سخيف جدا لكنه أمر ممتع رغم ذلك لأننا لم نكن نهتم للنتيجة بقدر ما كنا نهتم للشيء بصفة عامة،لازالت الحياة لطيفة وبريئة مثل السابق،لكن الشيء الذي تغير هو نظرتنا للعالم وعمرنا الذي يختلف كل سنة على الأخرى لكن هذا الأمر لا يهم بقدر ما يخم إحساسنا بالحياة، نبضنا للحياة لأننا لا يمكننا أن ننفي أن هناك أمور تافهة مررنا بها لكنها إستنزفت كل طاقتنا، لأننا فشلنا في إيجاد الطريقة المثلى للتعبيير، لهذا اشغل ذلك الطفل الذي لازال ذاخلك في أمور يجب أن تكون ردة فعلنا غبية ومرحة نوعا ما..