حدثيني قليلا عنك
لا تعيشي مع الخوف .ودعيه الان و استمري.
نشر في 28 يونيو 2018 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
_حدثيني قليلا عنك.
_ لطالما إعتقدت أن الحديث عن النفس هين حتى ذكرتني محاولتي لتلخيص من اظن أنها"أنا" بحكاية الثرثار ومحب الإختصار ،فأنا بين طول ما أريد قوله و تلخيص الفائدة حائرة صديقتي.
_فكيف تلخصين تجاربك؟
_إرضي ربك ولا تبحثي عن رضا البشر ،فمن يحبك لن يبحث عن اخطائك ومن يكرهك لن يبحث عن فضائلك ،فلا تشغلي نفسك بغير نفسك ومن انت مسؤولة عنهم دون أن تنسي ان تتركي أثرا طيبا أينما حللت ،لا تتكلمي وأنت غاضبة فقد تخطئين وإن أخطأت فسارعي بالإعتذار لأن طول الخلاف يحدث الجفاء بين الأقرباء و الأحباب.وتذكري الله القوي القادر عندما تحسين بقوتك كي لا تظلمي من يحتاجك ،و تذكريه حينما تحسين بضعفك كي لا تستسلمي أو تنهاري.
_صديقاتي خذلنني.
_هن ما كن صديقات ،فالصديق وقت الضيق و الفرح ،يأبى إلا أن يكون حاضرا ،سيترك العتاب والغياب لغيره ،ولو فرقتكم السنوات سيبتسم حينما يسمع صوتك ،الصديق أخ نأمنه و هو إن وجد فلن يضيع ، صديقاتي نعمة من الله علي فقد كن آذانا صاغية و عقولا ناصحة في لحظات صعبة تقاسمناها ،لا تكوني ساذجة لتثقي بكل من يدعي الصداقة ،فقد تتفاجئين بوجوه مرعبة خلف الأقنعة ،تريثي جدا جدا في الحكم على الناس.
_الزواج والأسرة والعمل .
_ أسرتي هي النجاح الحقيقي بالنسبة إلي و قد أخترت طوعا ان أتفرغ لتربية أطفالي و لم أندم على إختياري فتفوقي في دراستي كان له أثر إيجابي في تدريس أطفالي و تفوقهم ، الحقيقة أنني عملت حتى أثناء دراستي الجامعية فدرست لبعض التلاميذ و أتذكر حادثة انتحار احدى طالباتي و هو ما ترك بصمة واضحة في طريقة تعاملي مع الآخرين فخلف قناع اللامبالاة والطيش قد تختفي روح مسكينة متعبة بحاجة إلى من يستوعبها ، عملت ايضا بمجال الإحصاء السكاني و قد ساعدني هذا العمل على تنمية قدرتي في التعامل مع الآخرين و أتذكر أول عملية إحتيال تعرضت لها أثناء إحدى مهماتنا وكان بطلها طفل صغير! نجهل تماما من سيساهم في صقل شخصياتنا .أما بالنسبة إلى الزواج فحاولي أن تحسني إختيار شريك حياتك، أدعو الله أن يرزقك الزوج الصالح ، يبقى الإحترام بين الزوجين من أهم أسباب السعادة وتخطي العقبات ،فلن يخلو بيت من مشاكل بسيطة يعقدها عدم التفهم و نقص الحوار .
_ كلمة الندم .
_لا أحب هذه الكلمة و لا أستعملها ،فكل تجربة مهما كانت قاسية هي درس إستفدت منه و نصحت بناتي أو صديقاتي لتجنب تكرار الخطأ.
_كلام الناس.
_احفظي لسانك وتعلمي فن الصمت ، لا تشغلي نفسك كثيرا برأي الآخرين حينما ترضين ضميرك، فإرضاء الناس غاية لا تدرك،ستبكين عند مفارقتك البعض و ستفرحين عند غياب آخرين ، ستتعجبين من طيبة وكرم نفوس ومن شر و شح نفوس أخرى ،ستسقط اقنعة عن وجوه بينما تتزين وجوه بجوهر أصحابها ، اختاري صديقاتك متفائلات طموحات فالحيوية معدية ،إقلبي صفحة و أكتبي أخرى ، ستدينين بالكثير لقليلين فكوني مثلهم في ترفعهم عن المذمات و عاملي الناس كما تحبي أن تعاملي ، تواضعي مهما علا قدرك فمن تواضع لله رفعه.
و آخر ما اختم به نصيحتي هو أن تتفاءلي مهما كانت الظروف صعبة و التفاؤل هو السلاح الذي ستهزمين به تقلب الايام ،وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من" جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء".
و من ابلغ ما شرح به هذا الحديث قول العالم الكبير ابن القيم : «وقد يجعل الله سبحانه تطير العبد وتشاؤمه سببًا لحلول المكروه به، كما يجعل الثقة والتوكل عليه، وإفراده بالخوف والرجاء من أعظم الأسباب التي يدفع بها الشر المتطير به، وسر هذا أن الطيرة إنما تتضمن الشرك بالله تعالى، والخوف من غيره، وعدم التوكل عليه، والثقة به، فكان صاحبها غرضًا لسهام الشر والبلاء فيتسرع نفوذها فيه؛ لأنه لم يتدرع من التوحيد والتوكل بجنة واقية، وكل من خاف شيئًا غير الله سلط عليه، كما أن من أحب مع الله غيره عذب به، ومن رجا مع الله غيره خذل من جهته، وهذه أمور تجربتها تكفي عن أدلتها».«كتاب مفتاح دار السعادة».
_وهو تلخيص لتجاربي أيضا فذهنك يحملك الى حيث تظنين ،فأحسني الظن دائما.
_أشكرك.
_ أسريني الآن من تفضلين الثرثار مثلي أم محب الإختصار .
_ فعلا عندما نبدأ بالحديث عن أنفسنا سنحاول تحسين صورتنا تلقائيا ،انا أختار" محب الاختصار "..هاي ،أين تذهبين ؟ أنا أمزح"
_مت والسلام صديقتي ،هههههه،مت والسلام.
التعليقات
طوبى لحرف بليغ..يحيي في النفوس ماضيها
طوبى لحرفك ..قلت ما فيك وفينا وما فيها
ماهر باكير
.. نصائح جميلة .. و قيم اخلاقية ... تعبر عن المحطات الكثيرة التي يتوقف عندها الانسان في حياته مرارا و تكرا را .. و قدمتي في طيات اوراقك حلولا ..ونصائح .. كمن يكشف عن الداء و يقدم الدواء ...
يعجبني التفاؤل الذي يغزو كتاباتك .. عكسي تماما ..الكثير من الحزن ..و التشاؤم ..هه
بطريقة ما ابدعت حقا .. ...تحياتي
شكراً لمشاركتنا هذه الفضفضة الجميلة .
بالتوفيق و في إنتظار كتاباتك القادمة .
خلاصة القول أحببت مقالك لكن لدي ملاحظة بسيطة ، الحقيقة من بين العبارات الشائعة التي لا أفضلها «الصديق وقت الضيق» ، الصديق ليس حكراً على المواقف المرة بل الحلوه أيضاً حتى أنني لاحظت أن من يقفون معك في الضيق في بعض الأوقات هم ليسوا أصدقاء حقيقيين بل متنكرين تحت دافع الفضول وبعد معرفة ما أرادوا يقدموا يد العون أو قد يحدث أن يجدوا تصعب في الأمر فلا تستفيد منهم شئ ، ما رأيك أن نجعلها لأجلي الصديق وقت السعادة والضيق ههه حتى يمكنني تقبلها ؟
خالص تحياتي ، أتمنى لك التوفيق .(:
*احفظ لسانك وتعلم فن الصمت
*لا تشغل نفسك كثيرا برأي الآخرين فإرضاء الناس غاية لا تدرك
*ستتعجب من طيب وكرم نفوس ومن شر و شح نفوس أخرى
*ستسقط اقنعة عن وجوه بينما تتزين وجوه بجوهر أصحابها ،
* اختاري صديق متفائل طموح
،*ستدين بالكثير لقليلين فكون مثلهم في ترفعهم عن المذمات و عامل الناس كما تحب أن تعامل ،
* تواضع مهما علا قدرك فمن تواضع لله رفعه
بخصوص سؤالك ( الآن من تفضلين الثرثار مثلي أم محب الإختصار ؟؟؟ لو كان كل ثرثار يتكلم بنفس منطقك وحكمتك وقوة كلامك ... لاحببت هذا النوع من الثرثرة( انما هي حكمة ) التى ابدعتى فيها سلسبيل ...