يعيش الإنسان في هذه الحياة إما بحالة من التقدم و الرقي و إما بحالة من التراجع و الانحطاط، فقد قيل ( من تساوى يوماه فهو مغبون )، وهذا يعني أن التساوي في حد ذاته يعتبر تقهقراً فضلاً عن التراجع، ولهذا الإنسان الذي يفتح له باب خير يستزيد منه هو و الآخرين و ربما الأجيال اللاحقة كبناء مشفى أو تأليف كتاب في علم من العلوم وغيرها، وبالمقابل من يفتح باب شرٍ فقد احتمل وزره ووزر كل من تبعه، و الإنسان بطبيعته في زيادة دائمة فهو لا يقف في مكانه أبداً فإما الزيادة بالخير أو الزيادة بالشر.
و الآن نحن أمام هجمة شرسة شيطانيةٍ مخيفةٍ من الغرب بتصدير أفكار تدميرية منحرفةٍ كالإلحاد و الشذوذ و العُري الكامل وغيرها الكثير و القادم أسوء للأسف، وقد نجح الغرب - العدو نفسه - بتمرير أفكارٍ قد انطلت على الكثيرين من المسلمين مثل نزع الحجاب و التبرج و بعض التعري باسم الحرية!!، و الخطر كل الخطر يكمن في الباب الذي يُفتح، لأن الإنسان دائم الإستزادة فالخطر في نمو واطراد مستمر.
سأضرب مثالاً واحداً وأنتم تحرّوا بأنفسكم من صحته، لاحظوا أي أنثى قد تبرجت وقارنوا بين تبرجها الحالي بتبرجها قبل أعوام قليلة سترون أنها استزادت، وإذا ما كانت هذه الأنثى أم بنت شابة سترون بأن ابنتها انتقلت لمرحلة متقدمة فقد تكون قد زادت على أمها بإظهار شيءٍ من شعرها، وفي الغالب وبعد عقودٍ قليلة قد تخلع الحجاب أو تلبس الضيق من الثياب هي أو ابنتها أي حفيدة الأنثى الأولى، وستحمل الأنثى التي فتحت الباب وزرها و وزر كل الذين اتبعوها بما فيهم كل ذريتها الذين اتبعوها، ولقطع هذه السلسلة نحتاج لشخص واعي يتبع قول الرسول ( أيما رجل تتزين امرأته و تخرج من باب دارها، فهو ديوث، ولا يأثم من يسميه ديّوثاً ) و الديوث هو الذي لا يغار على أهله، وقيل في الأثر ( حلال محمد حلال أبدا إلى يوم القيامة، وحرامه حرام أبدا إلى يوم القيامة ... ).
وأما عن الرسائل المتكررة فالله لا يعاقب أحد دون أن يرسل له رسائل متكررة تنبهه لتصحيح مساره، فإما أن يستيقظ من غفوته ويرجع إلى الله بالتوبة أو يواصل اتباع شهواته ويمشي مع القطيع، فالله أرسل الأنبياء و الرسل و الأئمة و الأولياء و الصالحين من الفقهاء و العلماء و المفكرين و المثقفين و الشعراء و المنشدين و الكُتّاب و الناصحين وأعطانا العقل وغيرها الكثير الكثير مما لا يتسع له المقام لذكرها، وتذكروا أن العاقبة في الآخرة تبنى على قراركم في الأولى فأحسنوا الإختيار!
عمار محمد
30-01-2023
-
Ammarعمار محمد علي ، طالب جامعي محب للعلم