كان مفهومي الأولي للعمل التطوعي هو إلهاءٌ للوقت في فترة الإجازة، كنت أتنقل وقتها مع صديقي الذي شجعني على ذلك من جمعية خيرية إلى أخرى، نقوم بالبحث عن الأسر الفقيرة حتى نوفر لهم قدر الإمكان ما يحتاجونه، ثم بعد ذلك نذهب نهاية الأسبوع من يوم الجمعة في قافلة لكي نأتي لتلك الأسر الفقيرة نلبي إليهم حاجتهم، منهم من وفَّرنا له سقفٌ لبيته ومنهم وضعنا له سريراً مع مرتبة ولحاف لينام عليه، منهم من أعطيناهم ملابس، وكذلك تجهيز العرائس الغير قادرات، وغيرها من الأعمال الخيرية، حينها تغيَّر مفهومي الأولي إلى مفهوم أعمق من ذلك بكثير، إلى تلك الدعوات التي انهالت علينا ونحن نساعد هؤلاء الناس، إلي الزغاريد التي كنا نسمعها من المرأة وهي في قمة السعادة، والمباركات من جارتها وهنّ سعداء لها. وقتها انفطر قلبي وقلت في نفسي الحمدلله على ما أعطاني الله من نِعمٍ أستمتع بها كل يوم، لم تراها بيوت عاش أهلها سنين لكي ينعموا بنعمة واحدة منها.
كان من أعظم القوافل التي خرجت معها كانت القوافل الطبية كانت عياداتها تدفع فيها مبلغ زهيد وهو ٥ جنيهات وكانت الصيدلية تعطي الدواء مجاناً، وهذه القافلة هي مادفعتني لكي أتحمل المسؤولية في التطوع لأكون جزءاً من القافلة حتى تكتمل، حتى لو كنت فقط أقف على احدى العيادات أقطع التذاكر، ما أود قوله فائدة هذه القافلة كان يتطوع فيها أطباء متميزون من جميع التخصصات تقريباً، كان ذلك أفضل لأهل قرى من الوحدات الصحية فقيرة الخدمات.
في النهاية إن كنت تمتلك من المال ما يكفيك للزكاة والصدقة فتصدق للجمعيات الخيرية، فعن تجربة داخل تلك الجمعيات عشت معهم وكنت جزءاً منهم وما أجمل أن تتصدق وتكون متطوعاً، وأنت ترى ثمرات صدقتك تذهب لتعمير بيت او تجهيز عروس أو حتى بفرحة أسرةٍ بلحافٍ يدفّيهم في الشتاء، وأختم بنيصحة لكلّ فردٍ إن سنحت لك الفرصة أن تتطوع في أي عمل خيري فلا تتردد فوالله لو ذهبت مرة ستذهب في كلّ مرة.
-
yahya mohamedإن كنت تريد تخليص حقك في الدنيا لزماننا هذا فعليك بالكتابة.