في ظل كل الظروف السياسية التي تعيشها البلاد و التحديات التي نعرفها اليوم دولة و شعبا من أزمات إقتصادية و محيط جيوإستراتيجي متأزم بل و يمكننا القول تكالب خارجي بسبب مواقفنا الثابتة إتجاه الأزمات الدولية كل هذا من جهة و جهل الطبقة السياسية المعارضة بل و حتى بعض الأحزاب في الموالاة و كذا نخب من المجتمع أن الصراع اليوم ليس على المناصب و المسؤوليات ليس على الإمتيازات و الحوافز المالية
لم يفهموا بعد أننا يجب علينا تجاوز منصب الرئاسة و أن فخامة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة يأبى إلا أن يواصل التضحيات لضمان إستقرار و أمان ينعم به 40 مليون جزائري
دعوني أعرج على موقف صديق لي في حوار له مع طبيب في 2012 مما جعله يكتشف نوعية الإنتخابات التي ستجرى هل هي تشريعية أم رئاسية ليعود هذا الطبيب نفسه يناجد البرلمان أن ينصفه و لا يمرر قانون الصحة و هاته هي العبرة ان النخب في بلادنا تحت تأثير التخذير السياسي التي تمارسه المعارضة تقاطع العمل السياسي و تعيش في الإنطوائية و العزلة لتصطدم بعد ذلك أن أمورها الأساسية تمرر عبر هاته المؤسسات التي يحتقرونها و يصغرون من شأنها نعم هذا جهل سياسي من نخبة و إطارات يزايدون علينا بشهداتهم و علمهم ، نعم يرفضون مسيرة النضال و الشقاء و الصعوبات ظنا منهم أن تحصيلهم العلمي هو واسطة و فيتو ليجدون الطريق ممهدة و يجهلون أن الراحل رحمة الله عليه عبد الحميد مهري كان أمينا عاما لجبهة التحرير الوطني و يزاول عمله في التدريس الجامعي
الخلاصة أن المجلس الأعلى للشباب يجسد النظرة المستقبلية و الإستشرافية لفخامة رئيس الجمهورية حفظه الله و رعاه و يريد منا أن نجعله حصنا منيعا و صمام أمان للجزائر من خلال التكفل بمشاكل أهم فئة مؤثرة في المجتمع و السعي إلى حل مشاكلها تدريجيا و إشراك النخبة منها في الإستشراف و رسم السياسات العامة للدولة
لكن هيهات هيهات نتيه اليوم بين معارض للفكرة و مقاطع لإحتمال أنه لن يكون ضمن تشكيلة المجلس و بين حزب سياسي يحاول توظيفه في مشروع رئاسي و بين نخبة ترى نفسها أكبر من كل شيء مع العلم أن تواجدك في المجلس لن يكون نتيجة التعيين و المنصب بل نتيجة قوة إقتراحك في هذا المجال و مدى تفرغك للعمل في الميدان و أن تبني حزب سياسي و دعمه للمشروع سيكون من منطلق الإلتزام بالحياد و عدم إدخال مستقبل الأمة في الاجندات السياسية
الضامن الوحيد لنا و الحامي الأول لنا هو دعوة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة للشباب للنهوض بالجزائر و تحييد سفينتها إلى بر الأمان
فوالله و نردد قول نبينا الكريم أنا و من معي من خيرة أبناء الوطن نعم نردد قول قدوتنا السامية والله لو وضعوا الشمس في يميننا و القمر في شمالنا على أن نترك هذا الأمر ما تركناه
سواء كنا في التشكيلة أو لم نكن هدفنا الوحيد هو النهوض بهاته المؤسسة الشبابية التي ستكون منصة إنطلاق جديدة لأهم فئة جزائرية .
و مدام فخامة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة يحمينا من المزيادات السياسية و يؤسس لعملنا إنطلاقا من قوة خطاباته الأخيرة نؤكد له دعمنا لبرنامجه و سياساته دون قيد أو شرط و نعلن أقول أنا و من معي من خيرة أبناء الوطن عن تلبيتنا لدعوته و تجندنا تحت إمرته و رغبتنا في تحقيق آماله و تطلعاته .
-
مالك بلقاسم ايوبعضو أمانة الإعلام المركزية بحزب جبهة التحرير الوطني الحزب الحاكم في الجزائر و ناشط سياسي و إعلامي