من المُتهم؟
كم من الصعب أن تواجه الإفتراء، إنه من المؤلم أن تقف مشلول العقل والتفكير للردّ على جاهلٍ يحاول أن يمتص منك كل ما هو جميل لإرضاءِ نفسه المريضة،
نشر في 24 غشت 2024 .
كم من الصعب أن تواجه الإفتراء، إنه من المؤلم أن تقف مشلول العقل والتفكير للردّ على جاهلٍ يحاول أن يمتص منك كل ما هو جميل لإرضاءِ نفسه المريضة، إنه جهاد الصبر على شخصٍ ربما يكون قد فُرِضَ عليك أو إنك أنت من فرضته على حياتك في لحظة غباءٍ أو جهل أو تضحية في سبيل إرضاء رغبات مجتمع يضع القوانين ويفرضها دون رحمة ودون التفكير في ضحاياه وما يصلون إليه من توهان وإحتراقٍ في سبيل إستمرار عجلة الحياة.. وما أجملها من حياةٍ وما أجمله من واقع مريض نعيشهُ كل يوم!
وهل يا تُرى نحن السبب لهذا الخطأ أم مَن جَلَبَنا إلى هذه اللحظة هو المتهم الحقيقي؟ أم كلينا من أجرم في حق نفسه وحق من كان يجب عليه حمايته والصمود حتى إيصاله إلى برَّ الأمان؟
أياً كان المجرم.. فلا يهم؛ لأن النهايات هي نفسُها.. ولكني لا أُريدُ النهاية نفسها ولا أريدُ أن أكون مثله، لا أريدُ أن أسير على خطاه وأخسر هويتي فلا يبقى لي عنوانٌ، ولا تبكي عليَّ أرضي ولا تبقى لي ذكرى تحكي قصتي.
أرغبُ في تغيير كل ذلك، أرغبُ في الصراخ بما يكنُّه قلبي وتتمناهُ عيني ولكن إن صرختُ فهل مِن مُجيبٍ من البشر؟!
لذلك سألجأُ بكل ما أحمله إلى القريبِ المُجيب الذي لا يطلُقُ الأحكامَ دون عدل والذي يرانا على حقيقتنا دون تزيين كاذب.
فأنا على أملٍ باللقاء بأحلامي التي إنتظرتُها سنين طوال، لن أَمَلَّ ولن توقفني دموعي، لن أجعلها تزرع اليأس في داخلي.. إنها حربٌ ويجب أن أخرج منها وحسب؛ ربما لن أنتصر، ربما يشاءُ ربُّ الكون أن يُغيّر مسارات تلك الأحلام لخيرٍ هو يعلمهُ.. فعندها لن يهُمُني الإنتصار بقدر ما يهُمُني أن أخرج سالمة بروحٍ لن ينتهي منها الأمل.
بقلم: د. أسن محمد
-
د.أسن محمددكتوراه مهنية في التنمية البشرية - كاتبة ومدربة مهارات شخصية