صرخةُ الحَذر
هيام فؤاد ضمرة
الحذر الحذر..
فلستم تعلمونَ ما لكُرُونا من كدر
لستم تعلمونَ إنْ اخترقككم
هذا الذي تخابثَ انتشاءَهُ
وعبرَ إلى قلعةِ أنفاسكم
فوقَ آلياتِ اختلالاتِ البشَر
فاحتلالُ المساكنَ جُرمٌ
والجُرمُ يَعظمُ حين ابتلاء
فكيف يضيعُ وطنُ الأنفاسِ
بيدِ مُحتلٍ يُمارِسُ هجومًا قذِر؟
الحذر يا أبنائي الحذر..
فلسنا نطلبُ مِنحةَ الخالقَ وَدقا
إذا ما الغيمُ تغيَّبَ
وعلَّق مواسِمُ الاحتساءِ
ولم يُلقي فوق الهامات
مَخزونَ بُخارٍ
من سُقيا انسيالات المَطر
بل هو الداءُ الذي
لم تَخبَرَهُ تعاليمُ الدواءِ
ولا عَرَفتْ على شاكلتِهِ
ارتجاعاتٌ تُبلسِمُ منه الأثر
هو القاتلُ
إذا ما تقاوى على الضعفاءِ
أنشَبَ أظفارَ التجني
وحزَّ للأنفاسِ رِقابَ المَنافذ
فما أبقى من حياةٍ ولا ذر
فلوذوا بملاذاتِ أمنكم
تحاشوا اختلاطَ الأنفاس
فالوباءُ يَتَّقنُ لعبة اللئامِ
بارتجاسات غدر
إذا ما جفَّ الهواءُ بالأنواءِ
تهاوى البيتُ واحتضر
فيا ألطاف الإله ذر بنا قوةً
لتصمُدَ أبوابَهُ وجدرانَهُ
وتصُونُ للأوطانِ حِمىً
إنْ اشتدَّ النزالُ
وحَمحَمَ الصهيلُ
صمَدَ البُنيانُ وانتصَرْ
وحازَ الحُسامُ بمَنشأةٍ
تُضاهيها رُؤيا النظرْ
-
hiyam damraعضو هيئة إدارية في عدد من المنظمات المحلية والدولية