المعاصي سبب القحط، المعاصي سبب الخراب، المعاصي سبب غضب الرحمان. فقد كانت رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم مبنية على تعليم الفضائل و القيم و بناء الحضارة و كل ما يجلب الخير ورضا رب العباد و بالمقابل حذر من المعاصي ما ظهر منها و ما بطن، و أنذر من هبوب حصادها على الفرد و المجتمع. ولكن ومع التساهل مع الحدود والتمادي الفاضح و المخفي في الدوس على القيم و المحرمات، أصبح التجرأ امرا عاديا بل و طريفا في أحيان كثيرة، لدرجة قد لا يستيقظ الإنسان من التيه إلا بعد فوات الأوان و انكسار الجرة . ففي الاعوام انتشرت العادات الدخيلة على ديننا و على ثقافتنا والتي تم تثبيتها و تبنيها دون علم لا بأصلها و لا بآثارها، لدرجة النقل الأعمى  والدقيق لما قيل لنا أنها نسائم الحضارة و تقفي آثار وخطوات الغريب البعيد المنكر، فبعد اللباس و التعري جاء الدور لصناعة التماثيل الوهمية في صورة أعياد و أيام تروج و توثق لفساد الأخلاق، كتخصيص يوم للحب و يا ليتهم خصصوه لحب الأم  اوالزوجة أو حب العلم بل بمفهومه السينمائي المتلخص في حقيقته على تمجيد الزنا و العلاقات المحرمة و التعدي على القيم، فتصادفك في الشارع الدببة الحمراء  والورود و الهدايا ...لمن ستهديها ؟؟؟لفلانة وفلانة هذه هل تزوجتها ؟؟؟ لا بل أحبها ؟؟؟ وكيف تسمي هذه العلاقة ؟؟؟الجواب انت متخلف و رجعي و قديم دعونا نمرح  ونفرح ونعيش.

إن التساهل مع خوارم العادات العربية الإسلامية جعلت من الجهلة يقيمون لها أعيادا ويثبتونها في المراجع، فصنع لنا الحب المزعوم ضحايا زنا وجب السعي لإثبات النسب، و صنع لنا تفككا في الأسر والعائلات، فسطع لنا مصطلح الأمهات العازبات لتهوين حجم الجريمة، وصنع لنا انصار هالوين تمجيد الرعب و غرس الخوف في النفوس و التلذذ بصور طقوس عبدة الشيطان اما التحرر الوحشي فاعدم النخوة و صادق على مواثيق الانحلال داعيا القاصي و الداني لركوب الموجة و لبس لباس الحضارة المزعومة . فإعادة ضبط الأمور بالتماشي مع الحاصل وتجسيد القيم الإسلامية على الواقع أصبح حتمية وذلك بفرض غرامات وعقوبات على مروجي الفكر المدمر مع غلق المسالك امامهم و مسح اي مظاهر إحتفال بكل ما هو دخيل من خلال التدخل بالحكمة بالأخذ بيد الناشئة و زرع فكرة الاعتزاز بالأصول الثابتة وتمجيد القيم الأصيلة.

إن سلك الدروب الوعرة و القذرة و المحرمة سبيل الجحيم، فهي تغرس في القلب لذة بلغة الثمالة تجري النفس على إثرها وتفرض على المريد أحكامها، لتكون الوجهة مباشرة مغارة الأحزان والإكتئاب واليأس المفضي للخسارة على طول الخط. فيكفي القاء نظرة مسؤولة على الوضع عن قرب لما صنعت من ضحايا و فتتت من صلات وفرقت شمل عائلات بأكملها، ما يستدعي الوقوف متحدين لصد أمواجها العاتية المغرقة بإشراك الإعلام البناء و المسؤول، و بانتهاج قاعدة تسمية الأمور بمسمياتها  والتحذير من الفاسد المفسد،عوض التسويق له كمسار وقصة نجاح، أما المبتلى بمرض المعاصي فالواجب الأخذ بيده والتعامل معه بمبدأ الإمام محمد الغزالي رحمه الله عندما سئل عن حكم تارك الصلاة قال حكمه أن تأخذه معك للمسجد. فالداء الذي نخر الأمة و دمر الشباب و النساء و الرجال و جلب الجفاف والقحط والوباء حله بسيط،  وهو التوبة لرب العباد و الدعاء ان يصرف سموم المعاصي عن القلوب فلا أحد في مأمن منها، فيا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك.

محمد بن سنوسي

31-03-2022