كانت يدى تعزف بالكلمات على الة الكتابة..
و كانت الذكريات تتسابق فيما بينها محاولة ان تأخذ مساحتها على الورق !
اتذكر ان ليس لدى سوى ذكرى واحدة يجوز لها ان تسرد.
اما الباقية ف لا استطيع ان ابوح بهما.. و لو كلفنى ذلك ان ان اصمت ما تبقى لى من عمر !
بدأت الحروف تظهر كالبنيان المرصوص..
كان حينها الجو غائم و امطار يناير تتساقط على سيدة فى اواخر العمر تجلس على رصيف اسفل الشرفة التى كانت تحملنى لاشاهد الامطار كطفل فرحا ببداية استطاعته السير !
لا اعلم لماذا حن قلبى و اخذت قرارا سريعا ، هو مساعدة تلك السيدة..
و قفت بجانبها ، و سألتها : محتاجة مساعدة ؟
نظرت لى فى صمت مبالغ به !
استطردت فى السؤال : اقدر اساعدك ؟
اجابتنى بانكسار يستطيع ان يكسر اقوى قلب.. و قالت : معيش فلوس اروح !
ساكنة فين ؟
المرج..
طيب انا هوقفلك تاكسى و قوليله العنوان بظبط..
صعدت الى موكبها..
ثم قالت لى : يارب يابنى السنة الجاية تحج..
و تلاشت السيارة حتى اصبحت انا و المطر فقط فى الطريق..
صعدت الى منزلى مر ة اخرى و تسائلت لماذا تلك الدعوة ؟
انا ابلغ من العمر ثمانية عشر عاما فقط !
ف كيف لى ان احاجج بيت الله ؟
مر العام و مرت الذكرى التى تتساقط حروفا الان من يدى !
و لم اتذكرها الا و انا اقف امام الكعبة !
لم يمر العام الا وانا فى بيت الله الحرام..
تذكرت دعوة السيدة.. و اصبحت اتمنى ان يدعو لى الناس من قلوبهم كما فعلت تلك السيدة.
-
على نور الدينإن عالم “الواقع” لا يكفى وحده لحياة البشر إنه أضيق من أن يتسع لحياة إنسانية كاملة !