الكل يتهافت الى الاسواق والمحلات قبل حلول شهر رمضان ،هي ثقافة نعيشها مذ نعومة اظافرنا،فاعتدنا عليها واصبحت تسري في عروقنا ،فبمجرد ما يتبادر لأذهاننا شهر رمضان،الا ويستعرض امامنا ما لذ وطاب من المأكولات.

فهذا الشهر هو شهر التنافس على الموائد ،وليس فقط الموائد بل التنافس في فعل الخيرات،واطعام المساكين ،والاخلاق الحميدة ،هي كلها مرتبطة بهذا الشهر ،فبمجرد انتهائه الكل يعود الى ما كان عليه او بالاحرى الى حقيقته. لا اعلم هل اسميه نفاقا او استغلالا لهذا الشهر ،او تحايلا على الله.

فتجد المسلم يفعل كل ما يحلو له من سيئات ،آملا في مغفرة من ربه خلال هذا الشهر،فالبنسبة له شهر واحد من التعبد كفيل بمحو دهر كامل من السيئات ،

تراه يداوم على صلاة الفجر والجمعة الى الجمعة،يجتنب كل ما يفسد صيامه وقيامه،وبمجرد انتهاء رمضان،ينسى حتى مواعيد الصلاة،ولا يتذكر آخر مرة أقامها،لا اعلم هل اسميه نفاقا او استغلالا لهذا الشهر او تحايلا على الله.

ناهيك عن النساء فشغلهن الشاغل هو ماذا ساطبخ غذا لوجبة الافطار،فلا تمل من البحث في هذا الموقع وذاك عن اشهى المأكولات وألذها،تتنافس مع صديقاتها على اجمل مائدة للإفطار ،تنتشي بصورة مائدتها المليئة دليلا على جدارتها وكفاءتها في الطبخ،منتظرة ثناء صديقاتها وزوار العالم الازرق الذي بات صالونا لعرض موائد رمضان.

ما لهذا حل رمضان يا سادة،بل من اجل ترويض النفس و تعويدها على التحمل والصبر،و تحمل اعباء الحياة والصبر على الشدائد،من اجل التسامح مع النفس ومع الآخرين ويكون بداية لقلب صافي خاليا من شوائب الحقد والغيرة والظغينة،فإن كانت في نية الإنسان انه يفعل الخير فقط لأنه رمضان ويحترم الآخر فقط لانه رمضان،فرثائي له فنصيبه فقط الجوع والعطش من هذا الشهر ليس الا.

فلو ان الاشهر كلها رمضان لبات العالم بخير و بات المسلمون اقوى وأشد،اذن فالخيار امامك اما ان تكون رمضانيا عبدا لرمضانك وعاداتك،واما ان تكون ربانيا تحيى بروح نقية صافية.