بسم الله الرحمن الرحيم
خلال جميع مراحل أعمارنا، ترسِل الحياة إلينا رسائلًا عبر المواقف التي نمُرُّ بها.
في علاقتكِ بالرجُل، ستواجهين الكثير من المواقف التي تجمعكِ به، دعيني أخبركِ بأنه عليكِ الوثوق بحَدْسِك، على سبيل المثال إذا خالجكِ شعور من خلال عدة مواقف بأن ذلك الرجل بخيل ففي الغالب هو بخيل بالفعل، إذا لاحظتِ أنه كثير النظر إلى الأُخْرَيات أو أنه يختلس النظر إلى أي امرأة تمر بجانبه فذلك ليس شخصًا أمينًا وقد تسمعين خبر خيانته لكِ قريبًا، إذا كان دائمًا يحتدُّ عليكِ بعنف أثناء أي نقاش أو يتحدث بلهجة هجومية فمن المتوقع أن يستخدم العنف الجسدي فيما بعد.
من المؤسف أن يشتكي كثير من النساء من تغيُّر الرجل بعد الزواج وكأنه فجأةً قد تحوَّل وأصبح رجلًا آخرًا مختلفًا تمامًا عن ذلك الذي أحبَّته ورغبَت في العيش معه باقي حياتها، ولكنه في الحقيقة لم يتغير، ما حدث فقط هو أنكِ كنتِ تتغافلين عن تلك الرسائل الخفية أثناء المواقف التي مررتِ بها معه، ربما كانت مرآة الحب عمياء كما يُقال، أو ربما كنتِ تحاولين تبرير الأمر لنفسك بأنك ستتمكنين من تغيير طباعه بعد الزواج، ولكن يا عزيزتي لا يمكنكِ تغيير أحد كما تريدين.
قد يكون الحل في المواجهة إن كان الأمر يقتصر على بعض الخلافات أو العيوب البسيطة، فربما تتوصَّلان إلى حل وَسَط يُرضِي كُلًّا منكما وتستقيم الحياة، وقد يستلزم الأمر أن تغادري تلك العلاقة المسمومة تمامًا دون الإلتفات والنظر خلفكِ، ولكن لا تتجاهلي ما تلاحظينه أو تشعرين به؛ لأن ذلك سيؤول إلى أحد طريقين، إما الإنفجار فجأة وانهيار الحياة تمامًا وتدميركِ عصبيًّا ونفسيَّا، أو كبت كل المشاعر السلبية مما يضايقكِ بداخلكِ حتى تنطفئ روحكِ شيئًا فشيئًا وتفقدين الرغبة في الحياة.