" كورونا " فيروس أرعب العالم والنفوس وقد أصاب هذا الفيروس 2279 شخصا في الوطن العربي حسبا للإحصائيات يوم الجمعة فيما بلغ عدد حالات الوفاة 39 وعدد الحالات المتعافية312 حتى صباح اليوم بتاريخ 2020/3/20 ،ولازال مستمرا في انتشاره ..
وبغض النظر عن حقيقة اكتشاف بعض الأطباء لحقنة معالجة للفيروس ،أو أنهم لا زالوا في حرب مع هذا الكائن الدقيق الذي لا يرى ،لكننا في النهاية نحن كمسلمين على يقين أن لكل داء دواء ، وسيجد الأطباء عاجلا أم أجلا ما يحتاجه العالم.
لكن هناك ما هو أخطر من كورونا !
ماذا عن فيروسات بشرية تتزايد في حياتنا وتنغص علينا أجمل أيامنا الهادئة، دون الشعور أنها تنقل لنا عدوى الكآبة والحزن ،وتمنحنا شحنة سلبية كافية لتعكر أيام من حياتنا ،إذا لم نعي بأن هذه الفيروسات متواجدة بالفعل في محيطنا ومجتمعنا ،وتصيبنا بعدوى الشعور ..
وعندما ينتهي كورونا ويصبح طي الماضي ، لنحارب ما هو أخطر ، لنلتفت حينها للجهل الذي يغزو هذا العالم و يسكن في أعمق مناطق الدنيا وأبعدها ، نعم لم يتمكن الأطباء من تغيير تفكير الكثيرين من البشر ،أولائك الذين تسكن بداخلهم فيروسات ينقلونها لأبنائهم ، على شكل عاهات نفسية تدوم للأبد إذا لم يفطن المتلقي لنفسه ويحاول أن يقيم إعوجاج التربية التي تلقاها، ولا لوم على الآباء فقد كانوا هم في الأصل ضحايا منظومة تربية خاطئة من أساسها .
الجهل هو الصور التي رأينا في المحلات التجارية والمولات الكبرى من تهافت على الأكل كأنها نهاية العالم ، ذالك الجشع وحب النفس الذي ظهر في أجل صوره في بداية محنة الكرة الأرضية يعكس الجهل الذي تعيشه هذه الأمة، ولم يكن الجهل منبعثا من طبقاتها الفقيرة فقط ،بل من أوساط الغنى والترف .
وبعيدا عن الجهل لنتطلع إلى الفقر الذي يقيم ضيفا بين الأحياء المهمشة ، والذي يعيش في إفريقيا كأول بؤرة له ، الفقر الذي يدفع شباب المجتمع إلى تدمير أحلام كبيرة، والسعي والكفاح وراء لقمة خبز لا يهنأ بها ،ولا يجد خلاصا من نفسه وبؤسه ، لنحارب أشياء تقتل الآلاف الأرواح كل يوم وتترك لنا أرواح هامدة وأجساد تتحرك ببطئ لأنها فقدت معنى الحياة في ظل التهميش الواقع عليها .