كان خوفي من خسارته يدفعني دائما الى تصديق ذلك الأصوات المسكونة في داخلي , أترقبُ الدقائق وأقولُ الآن !! أنظر الى الأيام وأقول غداً !! ما هو حجم الآمان الذي نحتاجه في تلك اللحظة لنشعر ان لا خسارات بعد الآن وان ما نختاره سيبقى الى حيث المصير .
كنت أترقب الكلمات كإنتظار المسافر الذي مكث طويلا , ولكن لاجدوى في أن أبعث في نفسي الأمل لمرة واحدة انك باقٍ الى الأبد , ربما كان ذلك نتاج أن الحياة زائلة , او ربما وعكة الفقدان الذي أصابتني فيما مضى جعلت مني شخصاً لا يفكر باللحظة على قدر تفكيره فيما سيأتي , ربما أُسميها هذه الحالة هي (فوبيا المستقبل) الذي يقود كل شخص مصاب به الى فقدان متعة الأشياء بترقب ينتظر ما سُجِّل في سطور عقله , يشاهد ما كتبت انامله من تحضيرات عقلية جعلته يفكر بالخسارات قبل الوجود , الخوف قبل الأمان , البُعد قبل القُرب .
هذا ما يجعل الانسان محاطٌ باللاشيئ أي ان الاقتراب منه صعبٌ الا لمن كان قادراً على أن يثبت لقلبه ان يهدأ وان لا خسارة بعد الآن .
كنتُ دائما أرى الخساارت تذيب الانسان وتجعله ينطفأ مثل شمعة يختارها العشاق لتبقى مضيئة ليلة كاملة بإعتقادهم أنها ستبقى مضيئة لمدة أطول وتفوح منها الرائحة الجميلة , ولكن لن تبقى !!! ستذوب ويذوب ضوءها معاً في تلك اللحظة ويبقى اختيار تجددُها من علبة ثانية امرٌُاختياري , ترفض الانطفاء ولكن مجبرة على أن تؤدي دورها على أكمل وجه وكأن لا وجع سكنَ روحها ...
ماذا عليَّ ان افعل مقابل أن أطمئن لمرة واحدة فقط ؟؟
ماذا لو أمكنني الحصول على ضمانك الى الأبد ؟؟
أريد قُربك يا طمأنينة قلبي وكل حواسي هل لنا أن نتعاهد على الأبد ؟؟!!!!!
نور سالم
-
Noor Salemنور سالم المرأة الأكثر تأثيراً في العالم , تضع بصمتها في كل مكان