إن مفهوم الحرية شامل لها بكل ما تعنيه حقا فما دومنا مخلوقين علي هذه الأرض فلنا الحرية والحرية لنا بعيدا عما تتسبب فيه الصراعات الدولية والسياسية والأقتصادية ومصالح الأمم في عدم تملكنا للحرية فهي حق متأصل لكل إنسان

في الغرب لم تعد الحرية مطلب تتهافت على المطالبة به الشعوب فهي أصبحت قضية منتهية بالنسبة لهم ولما لا فهم غارقون فيها بكل ما تحمله الكلمة من معاني وليكن هذا بفضل النهضة الاقتصادية وماتحمله من تبعات من نهضة فكرية واجتماعية وتكنولوجية جعل الغرب يسكن في عالم بعيد عن الأمم الأخرى وتتعدد مترادفات الحرية عندهم لحرية فكرية وحرية شخصية. حرية اجتماعية. حتى حرية الجنس وحرية الجسد ثم حرية الرأي. حرية الفكر. حرية التعبير والكثير منها أما في الشرق وفي الدول العربية تحديدا فلا يوجد حرية ولا الأرادة في بدأ نهضة اقتصادية بالرغم من مطالب الشعوب بها إلا أن الحكام بغيتهم الأولي هي الاحتفاظ بمناصبهم فأصبحت كلمة الحرية كالسلعة التجارية التي تباع وتشتري يساوم الحكام بها شعوبهم حين يشعرون بالخطر المحدق بهم كحال بعض الدول العربية وحكامهم أمثال سوريا. اليمن. العراق. مصر ودول شمال أفريقيا كتونس والمغرب

أما دول الخليج فتفضل شعوبهم الأكل والنوم والعيشة المرفهة عن المطالبة بالحرية فهم يخافون زوال ما هم فيه ولا يعون أنه عاجلا أم اجلا سينفذ البترول ويصبح حالهم كحال اقرانهم من العرب ولاكن هم يفضلون الاستمتاع بما هم فيه من رفاهية إلا حين أشعار أخر

والسؤال الأن هل الأمة العربية ماضية في الاتجاه الصحيح نحو الحرية؟

فالأجابة لا فالشعوب العربية الثائرة زهقت المطالبة بالحرية فيما وجدوه بعد الربيع العربي ووصول من لا يستحق إلى السلطة بالدهاء والعنف الممنهج مثلما حدث في مصر وتونس وفي الجانب الأخر الحروب الدائرة بين الشعب ونفسه في اليمن وسوريا

بأختصار أصبحت الحرية حين ينطق بها المواطنون يساومون الحكام بينها والحرب كيفما سوريا واليمن وبين الوضع الامن الذي يعيشون فيه

والصحيح أنه لا أمن بدون حرية ولاكن يغيبون الشعب ليبقو محتفظين بمناصبهم وسيأتي يوم يندم فيه الحكام عما فعلوه وتحكم الحرية فهم يرونها بعيدة ونراها قريبة